يحاول زعيم الانفصاليين في تندوف إطفاء نار الاحتجاجات التي اندلعت في صفوف المحتجزين ووصلت إلى فراشه بالقرب من مقر إقامته بتندوف. وسيلة الإطفاء هي زيارات مخدومة بغطاء أمني وترهيب استخباراتي تقوده الجزائر داخل المخيمات، في محاولة لتصحيح أخطاء قيادة البوليساريو. الهدف من تنظيم هذه الجولات هو الوصول إلى ما يسمى بأعيان القبائل لحثهم على التدخل لإخماد احتجاجات متواصلة على تدخل الجهاز الأمني الذي استحدثه ما يسمى ب «وزير الدفاع» في حكومة البوليساريو، والذي مارس ترهيبا متواصلا توج بإطلاق الرصاص في وجه مجموعة من المحتجزين كانوا متوجهين إلى التراب الموريتاني، واعتقال حوالي ثلاثة وعشرين منهم. احتجاجات أهالي المعتقلين، والرافضين للقبضة الأمنية التي يفرضها مسؤولو البوليساريو، بدأت في التوسع، وهو ما دفع قيادة البوليساريو إلى تعويض تدخلات المسؤولين ، بتنظيم جولة لزعيم البولساريو لما يسمونه ب «الولايات»، وهي جولة تحكمت فيها هواجس أمنية فرضت انتقاء الذين سيحضرون لقاءات عبد العزيز مع شيوخ وأهالي المحتجزين، وتم طبع «بادجات» تحدد المسموح لهم بالدخول. مصادر من المخيمات وصفت جولة عبد العزيز المراكشي، بأنها محاولة لتدبير أزمة الاحتجاجات المتصاعدة في المخيمات، والتي نبهت لها المخابرات الجزائرية الحاضنة للنظام، ودفعت للقيام بها في محاولة لامتصاص الغضب المتصاعد، خصوصا بعد لجوء ما يسمى «القوات الخاصة» إلى إطلاق النار في وجه الرافضين للقبضة الأمنية التي تمارسها قيادة البوليساريو. التوظيف المكثف لآلية المراقبة الأمنية المتمثلة في «العريف والعريفة »، في هذه الجولة التي يقوم بها عبد العزيز ، يعكس، حسب مصادر من المخيمات، تدبير أزمة وتصريف موقف كبير، على اعتبار أن اللجوء لهذه الآلية لا يتم إلا في مواسم المؤتمرات التي تعيد عبد العزيز لقيادة الجمهورية الوهمية ، أو لمواجهة أزمة خانقة تتطلب معالجة أمنية وسياسية. خيام المجموعات الرافضة للقبضة الأمنية التي تسلطها أجهزة البوليساريو، تمت إحاطتها بسياج من الأتربة على شكل خنادق لتقنين الدخول والخروج عبر بوابة تتم مراقبتها بصرامة، وهو ما اعتبرته مصادر من المخيمات انعكاسا لحجم الهلع الذي خلفته الأحداث الأخيرة، التي انتهت بإطلاق الرصاص والاعتقالات، ووجود عدد من المصابين في حالة حرجة نتيجة تأخر كبير في إسعافهم بعد نقلهم إلى مراكز الاعتقال بعد اندلاع المطاردات. يذكر أن المحتجين في مخيمات تندوف تعرضوا قبل أسبوع لموجة من العنف، كان آخرها مطاردات بمنطقة الرابوني ، حين تمت محاصرة عدد منهم كانوا يعبرون في اتجاه التراب الموريتاني، قبل أن يفاجؤوا بعناصر أمنية مدججة بالأسلحة تعترض طريقهم وتنهال عليهم بالضرب لتندلع مواجهات عنيفة انتهت بإصابات واعتقالات. عبد الكبير اخشيشن/ سالم شافع