كان مشكل غياب الأمن كالشجرة التي تخفي الغابة ، بعدما أفاض الكأس التي طالما انتظر أساتذة وطلبة مركز مولاي الحسن للأقسام التحضيرية بطنجة ” انفجارها ” لإثارة الانتباه حول واقع معاناتهم اليومية منذ التحقاهم بهذه المؤسسة الجديدة ، التي راهنت وزارة التربية والتعليم على أن تكون ” نموذجية ” في كل شيء انطلاقا من صفقة تشييدها إلى موعد فتح أبوابها. ” نطالب بإيفاد لجنة للوقوف على حقيقة بنايات المؤسسة وتجهيزاتها وفتح تحقيق في صفقات البناء والتجهيز ” ، هذا ما طالب به أساتذة مركز مولاي الحسن للأقسام التحضيرية للمدارس العليا ، في بيان أصدروه أساسا بغاية التنديد بانعدام الأمن بالمركز والتضامن مع الطلبة الذين يشتكون من تهديدات متكررة لأشخاص غرباء يقتحمون المؤسسة ، قبل أن يركزوا اهتمامهم أكثر بما يعتبرونه ” أصل المشكل ” المرتبط بوضعية بناية هذا المركز الحديث البناء. الأساتذة نظموا صباح أمس الثلاثاء ، وقفة احتجاجية بساحة المركز ، لتأكيد دعوتهم للجهات المعنية ” بضرورة التدخل العاجل لإيجاد حلول حقيقية للمشاكل التي تعوق أداءهم لمهامهم في تهييء الطلبة للمباريات الوطنية والأجنبية التي أضحت على الأبواب ” ، بعدما استنكروا في بيانهم ما جاء على لسان أحد المسؤولين بأكاديمية جهة طنجةتطوان للتعليم ، الذي أكد في زيارته للمركز يوم الأحد المنصرم ، كما جاء في بيان الأساتذة ، بأن تسرب مياه الأمطار إلى قاعات الدرس وغرف الطلبة وباقي المرافق ” أمر عاد يحدث حتى في مسكنه “. الطلبة وبعد مرور حوالي أسبوعين على التحاقهم بالمركز الجديد بتاريخ 7 يناير من السنة الجارية ، حيث تابعوا الشطر الأول من سنتهم الدراسية بشكل مؤقت بأقسام المركز التربوي الجهوي ، نظموا يوم الإثنين المنصرم وقفة احتجاجية لمطالبة الإدارة بمعالجة وضعية البنية التحتية لمختلف مرافق المؤسسة ، حين اضطر مجموعة من الطلبة إلى مغادرة غرفهم جراء تسرب مياه الأمطار ، التي غمرت أيضا مجموعة من الحجرات جراء الأضرار التي لحقت بقنوات تصريف المياه. الاحتجاج على ما يصفه الطلبة والأساتذة ب ” الغش ” الذي طال أشغال بناء وتجهيز هذا المركز الجديد ، الذي بلغ قيمة صفقة تشييده وتجهيزه أكثر من خمسة ملايير سنتيم ، انطلق مع تسجيل مجموعة من حوادث السرقة ، تعرض لها المطعم والمقصف ، حين تم السطو على آلة لإعداد القهوة ومبلغ مالي يقدر بحوالي 3 آلاف درهم ، وتكرار حالات اقتحام مجهولين لفضاء المؤسسة ، كان آخرها تهديد الطالبات من قبل أفراد عصابة تمكنوا من دخول المركز في ساعة متأخرة من ليلة الأحد صبيحة الإثنين ، وهم يحملون أسلحة بيضاء حسب شهود عيان من الطلبة ، قبل أن يلوذوا بالفرار وتصل الشرطة لمعاينة ملابسات هذا الحادث. الطلبة سبق لهم أن تقدموا بعدة شكايات حول ما يجري بالمطعم من تقديم وجبات ” هزيلة ” ، والحالة ” المتردية ” للغرف المخصصة للسكن الداخلي وانعدام مجموعة من التجهيزات كالكراسي والستائر والحواسيب، لكن الجهات المسؤولة لم تستجب لمطالبهم ، كما ورد في تصريحاتهم للجريدة ، قبل أن يتطور الأمر إلى درجة تهديد سلامتهم نتيجة غياب الأمن ، حين تحولت المؤسسة إلى فضاء مفتوح في وجه العموم أمام سهولة الولوج إلى جميع مرافقها سواء عبر البوابة الرئيسية أو من خلال القفز على السياج ، حيث لا يحيط بالمركز سور يحجبه عن محيطه الخارجي كما لا تتوفر نوافذ الطوابق السفلية على حواجز تحول دون اقتحامها ، وكل ذلك لم يتم إنجازه بدعوى أن إدراج أي أشغال إضافية من شأنه أن يؤثر على ” جمالية ” الهندسة المعمارية لبناية المركز. محمد كويمن