على الساعة الحادية من صباح يوم أول أمس استدعت رئاسة الحكومة رؤساء فرق الأغلبية بمجلسي البرلمان للاجتماع مع الساعة الخامسة مع رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران. جدول الأعمال الذي وضع أمام رؤساء فرق الأغلبية في مجلسي البرلمان لم يكن إلا مناقشة أولويات مقترحات القوانين التي تقدمت بها الفرق البرلمانية مضافا إليه الأولويات التي يفرضها المخطط التشريعي. لم يكتب للقاء أن يتم لا لأن رئيس الحكومة كان مشغولا ولكن لأن الفريق الاستقلالي بمجلس النواب قلب الطاولة ورفض لقاء ابن كيران في موضوع قال إنه يحتاج إلى جلسة يجتمع فيها ابن كيران مع قيادات أحزاب الأغلبية ومع رؤساء الفرق “لا أن يجتمع مع رؤساء فرق الأغلبية ويلعب دور الباطرون” على حد قول أحد النواب البرلمانيين من الفريق الاستقلالي. المبرر الذي قدمه الفريق النيابي الاستقلالي أثناء توصله بالدعوة كان مبررا قويا، لم يجد معه باقي رؤساء الأغلبية الحكومية إلا الاعتذار لرئيس الحكومة بكون بعض الرؤساء حالت انشغالاتهم دون الالتزام بالحضور. لم يكن العذر الذي توصلت به رئاسة الحكومة إلا عذرا واهيا فقد كان الفريق الاستقلالي بمجلس النواب قد أثار زوبعة قبل أن يرفض لقاء رئيس الحكومة وتجميد اللقاء الذي كانت تعول عليه الفرق البرلمانية من أجل التفاوض أولا حول عدد من مقترحات القوانين التي سبق أن تقدمت بها ومناقشة أولويات المخطط التشريعي. أحد النواب البرلمانيين في الفريق الاستقلالي قال في تصريح “للأحداث المغربية”: »إن الفريق كان يتعامل بنوع من المرونة مع رئيس الحكومة في ظل الأزمة العاصفة التي تمر بها علاقة عبد الإله ابن كيران مع حميد شباط»، ولكن “آتضح أن مواقف حميد شباط كانت على حق، فعبد الإله ابن كيران لا يريد حتى مناقشة وضع تعيشه الأغلبية الحكومية وفي المقابل يريد أن يلعب دور الرئيس على الفرق البرلمانية”. لهذا يقول المصدر ذاته “رفضنا لقاء رئيس الحكومة، ولأن ميثاق الأغلبية لا يلزم بعقد لقاءات مع رؤساء الأغلبية البرلمانية تحت إشراف رئيس الحكومة«. مصدر الجريدة في حزب الاستقلال أضاف أن الجو غير سليم وغير طبيعي ولهذا لا يمكن للفريق الاستقلالي أن يتخذ موقفا في لقاء رئيس الحكومة دون الرجوع لقيادة الحزب “وهذا ما تم” وبعدها تم الرفض. موقف الفريق الاستقلالي في رفض مقابلة عبد الإله ابن كيران سوند فعليا من قبل اللجنة التنفيذية، بعدما اعتبر بعض أعضائها أن رئيس الحكومة كان يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، أولا تجاوز عقبة شباط، و ثانيا أخذ التزام من رؤساء الفرق بالمضي في التشريعات التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع الذي لم يتم. ف «السيد رئيس التحالف الحكومي، غير مخول من تلقاء نفسه لمثل هذه الاجتماعات»، يرد الاستقلاليون، كما نقل ذلك أحد قياديهم، حضر مساء أول أمس اجتماعا للجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، حيث تم اتخاذ قرار بعدم تلبية دعوة رئيس الحكومة، مشيرا إلى أن الاستقلاليين ينتظرون بدل ذلك دعوة رئيس الحكومة،لاجتماع الأمناء العامين للأغلبية من أجل فتح نقاش حول مذكرة الاستقلال إلى ابن كيران. في تبريره لهذا الموقف، أشار القيادي الاستقلالي في اتصال مع «الأحداث المغربية» إلى أنه كان على رئيس الحكومة، الرجوع إلى ميثاق الأغلبية، الذي يلزمه بالتشاور مع زعماء أحزاب التحالف قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة، كما كان بإمكانه، الاقتصار على اجتماع للأمناء العامين، فقط وهم سيتكلفون بتبليغ فرقهم بما تم الاتفاق عليه يوضح المصدر، نافيا في نفس الوقت ربط هذا الموقف بأجواء التصعيد السائدة الآن بين كل من الاستقلال والعدالة والتنمية، ولا بالاجتماع المرتقب، الإثنين القادم، للأمين العام لحزب الاستقلال مع فريقي الحزب بكل من الغرفة الأولى والثانية، حيث يؤكد أن هذا الاجتماع كان مبرمجا قبل دعوة شباط. قبل ذلك الانقلاب على دعوة رئيس الحكومة، كان الفريق النيابي لحزب الاستقلال قد دخل بقوة في الصراع الذي يخوضه الحزب مع رئيس الحكومة. الفريق الذي رفض ملاقاة ابن كيران كان قد أصدر صبيحة نفس اليوم بيانا شديد اللهجة في تقييمه لعمل حكومة ابن كيران. النواب البرلمانيون في الفريق الاستقلالي قالوا في بيانهم “إنهم يعبرون عن تجاوبهم التام مع المذكرة التي قدمها الحزب إلى عبد الإله ابن كيران، مع تسجيلهم لضعف الحكومة في التجاوب مع العديد من المبادرات التشريعية التي تقدم بها الفريق الاستقلالي”. الجيلالي بنحليمة/ أحمد بلحميدي