“… مجالس مشبوهة ، الطلبة كيرفضوها ” ، “المطالب نحقوها، والامتحانات نقطعوها”، شعارات من بين العشرات الأخرى التي صدحت بها حناجر المئات من طلبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بظهر المهراز صباح يوم 28 دجنبر، وهم يجوبون ساحة الكلية ، قبل أن ينتظموا في حلقية نقاش واسعة استمرت أكثر من ساعة ونصف، طرحت خلالها أكثر من فكرة من أجل تحقيق ” الملف المطلبي” للطلبة . وخلصت النقاشات التي شهدتها ساحة الكلية إلى دعوة الطلبة إلى مقاطعة الإمتحانات كخطوة أولىمن بين الخطوات النضالية التي “تعتزم الجماهير الطلابية تجسيدها” والصادر عن ما وصفوها ب ” الحلقية التقريرية ” التي أعقبت الإحتجاجات مع اعتصام بساحة الكلية .، وهي الخلاصات التي تنذر بتأزيم الوضع داخل جامعة سيدي محمد بن عبد الله التي تحتوي أكثر من 65 ألف طالب . ولم تستبعد مصادر طلابية أن يكون هذا” الشكل النضالي ” جاء كرد فعل على عاشته جامعة فاس بمختلف كلياتها من حالة شلل يوم الأربعاء26 دجنبر ، بسبب خوض الأساتذة الجامعيين والموظفين الإداريين إضرابا عن العمل نتج عنه توقف الدراسة بمختلف المؤسسات الجامعية ، احتجاجا على العنف الذي أصبح يهدد العاملين بهذه المؤسسات . وتأتي هذه التطورات على خلفية ما شهدته كلية الآداب في الآونة الأخيرة من احتجاجات للأساتذة والموظفين تعبيرا منهم عن انزعاجهم تصرفات صدرت عن بعض الطلبة، تم وصفها بكونها ” أحداث عنف واعتداءات ضد أساتذة جامعيين وهم يؤدون وظيفتهم التربوية” ، وهو الإنزعاج الذي عبر عنه هؤلاء الأساتذة والموظفين الجامعيين بمسيرة احتجاجية صامتة جابت ساحة كلية الأداب بظهر المهراز يوم 18 دجنبر قبل أن يخوضوا اضرابا عن العمل ليوم واحد تم تنفيذه يوم الأربعاء الأخيرمصحوبا بوقفة احتجاجية استجابة لدعوة من المكاتب النقابية لكل من المكتب الجهوي نقابة التعليم العالي والمكتبين المحلي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب والفيدرالية الديمقراطية للشغل . ونقل الأساتذة والموظفون بمختلف المؤسسات الجامعية احتجاجاتهم إلى مقر رئاسة الجامعة بطريق إيمزار حيث انتظموا وقفة أمام مقر الرئاسة، داعين رئاسة الجامعة إلى تحمل مسؤوية ما يقع في المؤسسات الجامعية ” واتهموها بالانشغال بالأنشطة البروتوكولية وتكريم شخصيات من الشرق والغرب في وقت تعيش الجامعة تدهورا في شؤونها، وصل الحد ببعضها إلى عدم القدرة على توفير الحد الأدنى من الكراسي والطاولات لضمان المقاعد للطلبة. ورغم إجماع المتدخلين خلال هذه الوقفة على بروز مظاهر العنف بالجامعة تمثلت في اعتداءات متكررة على أطر تربوية وإدارية من تعنيف لفظي وإكراه على توقيف العمل عبر إغلاق المكاتب ، فقد طالبوا باستبعاد المقاربة الأمنية لمعالجتها ، مؤكدين على ” فضلية الحوار “ في معالجة القضايا العالقة بهذه المؤسسات ” بما فيها “المطالب المشروعة للطلبة ” .