عاشت جامعة فاس بمختلف كلياتها ومعاهدها التي يدرس فيها ما يفوق 70 ألف طالب، حالة شلل يوم أمس الأربعاء، بسبب خوض الأساتذة الجامعيين والموظفين الإداريين إضرابا عن العمل، احتجاجا على تصرفات صدرت عن بعض الطلبة، وصنفت على أنها أحداث عنف واعتداءات ضد أساتذة جامعيين وهم يؤدون وظيفتهم التربوية. ولم تكتف نقابة التعليم العالي ونقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب والفيدرالية الديمقراطية للشغل ب»إدانة جماعية» للأوضاع في كليات فاس. فقد حملوا المسؤولية لرئاسة الجامعة، ونظموا وقفة احتجاجية، أمام مقر الرئاسة، واتهموها بالانشغال بأنشطة المسرح وأمسيات تكريم شخصيات من الشرق والغرب، في ملابسات غير واضحة، فيما تعيش جامعة فاس تدهورا في شؤونها، ولا تستطيع بعض الكليات توفير الحد الأدنى من الكراسي والطاولات لضمان المقاعد للطلبة، وهو الوضع الذي سبق له أن خلق حالة شلل في كلية الآداب ظهر المهراز في 18 دجنبر الجاري، وأخرج الأساتذة في احتجاجات إلى الشارع. وقال محمد خوجة الكاتب العام لقطاع التعليم العالي في نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إن جامعة فاس عرفت أحداثا مؤسفة تمثلت في اعتداءات متكررة على أطر تربوية وإدارية من تعنيف لفظي وإكراه على توقيف العمل عبر إغلاق المكاتب بالسلاسل. وانتقد بيان للنقابة لا مبالاة المسؤولين عن الشأن الجامعي، وخصوصا غياب رئيس الجامعة عن مواكبة هذه المشاكل، والاستغراق في البروتوكولات، وحضور المناسبات، وغض الطرف عن كل ما تتخبط فيه الجامعة من مشاكل الاكتظاظ وسوء التدبيرِ. وأشار بيان للفرع الجهوي لنقابة التعليم العالي إلى أنه يتابع بقلق متزايد «التطورات الخطيرة والمستجدات المتلاحقة والمتفاعلة في المشهد الجامعي الجهوي المأزوم، جراء التنامي المطرد والتفشي المتسارع لظاهرة العنف، التي اتخذت أنماطا شاذة وصورا غريبة عن الحرم الجامعي». وتحدث البيان على أن ممارسات العنف والمضايقات ضد الأساتذة الجامعيين تجاوزت «كل الحدود والتقاليد والأعراف والقيم الجامعية». ووصف هذه الممارسات ب»النمط المتخلف في التعاطي مع إدارة الخلاف والاختلاف في الحرم الجامعي». وتحدث عن «انهيار وتردي الأمن» في الكليات التابعة للجامعة، محملا مسؤولية حماية الحرم الجامعي بكل مكوناته، لجميع الأطراف المعنية بالجامعة وخارجها، يورد البيان.