عثر فاعلون ينشطون في جمعية «إيكو مهدية» مؤخرا على مدفع كبير كان قد اختفى من قصبة المهدية منذ مدة طويلة في ظروف غامضة. وتم العثور على هذه القطعة الأثرية قرب ميناء القنيطرة على الضفة اليسرى لنهر سبو حيث يظهر الصدأ والتآكل على معدنه بفعل العوامل الطبيعية. وما زال هذا المدفع الذي يشكل إحدى المعالم التاريخية لقصبة المهدية يتواجد بنفس المكان دون أن تتدخل الجهات المعنية بحماية المآثر التاريخية من أجل ترميمه من طرف أحد المختبرات المختصة قبل إعادته إلى مكانه. من جانب آخر أصبحت قصبة المهدية قاعدة خلفية لمروجي المخدرات والمنحرفين والسكارى دون حسيب ولا رقيب، في غياب تام للتغطية الأمنية، في الوقت الذي كان على الجهات المسؤولة أن ترد الاعتبار لهذه المعلمة التاريخية عبر ترميمها وصيانتها لتمكينها من المساهمة في التنمية السياحية والثقافية والاقتصادية للمنطقة. وكان فاعلون جمعويون يهتمون بتراث المدينة قد دقوا في وقت سابق، ناقوس الخطر بخصوص وضعية قصبة المهدية حيث اعتبروا أن هذا الموقع الذي تتواجد به آثار تاريخية ترجع إلى عهد مولاي إسماعيل يتعرض الآن إلى الهدم، أولا بسبب العوامل الطبيعية، وثانيا ما يتعرض له الآن من هدم بواسطة آلات جرا فات، بدعوى توسيع طريق القنيطرة - المهدية التي تعرف كثافة قوية لحركة السير في فصل الصيف، وأيضا لتثبت الضفة اليسرى لواد سبو. واعتبر الناشطون الجمعويون أن الإجهاز على جزء من تاريخ هذا الشعب بدعوة حل مشكل تنقل المصطافين، هو قتل للتاريخ الوطني الذي شارك فيه مجاهدون وصلحاء لطرد الأجنبي المحتل للقصبة، ولهذا الموقع الاستراتيجي, مناشدين السلطات المحلية ووزارة الثقافة، والجماعات المحلية المنتخبة على إيقاف هذا الهدم الممنهج لمسح تاريخ المنطقة، وفي ذات الوقت طالبوا بإلحاح بترميم القصبة وتحويلها إلى مزار تاريخي أسوة بباقي الآثارات.