تغيرت العادات الغذائية للناس، بتغير المجتمع وارتفاع نسبة الطلب على المواد الغذائية مما دعا إلى البحث عن طرق إنتاج جديدة تكون لها مردودية أكبر كالمنتوجات المعدلة وراثيا، والتي تدوم لفترة أطول دون أن تتعرض للتلف كمثيلتها الطبيعية، إلا أن هذه المنتوجات بالرغم من مميزاتها الكثيرة تبقى غير صحية، وتتسبب في الكثير من الأمراض المزمنة. فيما يلي تقدم الطبيبة الاختصاصية فيالتغذية الطبية والحمية أسماء بنيس حمدي تعريفا لهذه الأغذية ومميزاتها بالإضافة إلى سلبياتها وآثارها الجانبية. الأغذية المعدلة وراثيا أصبحت تستعمل بكثرة في وقتنا الحاضر خاصة في المجال الفلاحي، وهي أغذية تتغير بطاقة تعريف نواتها الداخلية، هذا التغيير يحدث من أجل منح مردودية أكبر للإنتاج، والتغيير يمكن أن يكون طبيعيا من داخل الحمض النووي للخلية «adn»، أو غير طبيعي ويتم عبر تدخل الإنسان في الخلية، والولايات المتحدةالأمريكية هي أول من قام بهذه العملية من أجل الزيادة في الإنتاج بسبب اختلال موازين العرض والطلب. الأغذية المعدلة وراثيا تعطي إنتاجا مضاعفا أجناس الأغذية المعدلة وراثيا تكون عشر مرات أكثر قوة بالنسبة للميكروبات، لأنها تستطيع مقاومة الظروف المناخية « الحرارة، الرطوبة الجفاف…» وتعطي محصولا أكبر، وحتى في سنوات الجفاف لا يتعرض المنتوج للتلف لأنه محمي عشر مرات أكثر من المنتوجات الأخرى الطبيعية، ما يعني أن الدولة ستجني مداخيل أكبر، وأيضا تتحمل الآثار الجانبية لمبيدات الحشرات والنباتات الضارة، وهذا يعني أن المردودية تكون أكبر والخسائر قليلة. وهذا يساهم في تسرب السموم في الأغذية نفسها، وفي المواد المضافة للأغذية وأيضا في تسربها في المحيط الذي تنتج فيه هذه المواد الغذائية، لأنها تجعل هذه المنتوجات كبيرة في الحجم، وطعمها يميل إلى الملوحة، ولونها يميل إلى الأبيض، وأيضا استهلاك هذه المواد بكثرة ينتج عنه الإدمان على تناولها، كما أنها لا تتعرض للتلف بسرعة فالمواد المضافة للمنتوج تجعله قادرا أكثر على مقاومة الظروف الطبيعية. سرطان القولون والمعدة من أكثر نتائج تناول هذه المنتوجات أما المشاكل التي بدأت تظهر منذ 1999 على الصحة والمنتوج والمحيط البيئي الذي تنبت فيه تلك الأجناس، فقد بدأت تظهر حالات عدم الاستحمال، التي تتحول فيما بعد إلى حالة الحساسية المفرطة من خلال ظهور مشاكل متعددة كسوء الهضم، ومشاكل في المعي الغليظ، بالإضافة إلى زيادة الوزن فالذرة المعدلة وراثيا تعطي زيادة في الوزن تمنع الجزئيات كالفيتامينات والأملاح من التسرب إلى الأمعاء، كما أن هذه المنتوجات تنقص من فعالية المضادات الحيوية داخل الجسم، وكلما زادت المضادات الحيوية داخل الجسم كلما ظهرت أعراضها الجانبية، حيث تفقد هذه المضادات تأثيرها على المريض. كما يعاني الأطفال من المشاكل الصحية الناتجة عن استهلاك هذه المنتوجات، أو من خلال استهلاك الأم لها، ومرورها للطفل عبر الرضاعة، فهذه المنتوجات المعدلة جينيا تخرب دفاعات الجهاز الهضمي للطفل. أيضا من بين سلبيات الأغذية المعدلة وراثيا أنها تلوث كثيرا الجو والأرض والمحيط الذي تعيش فيه، ما يعني أن حشرة يمكن أن تأخذ السم الموجود فوقها وتنقله للإنسان، وهذه المواد تنتج سموما تختلف يوما بعد الآخر، وتتطور بسرعة. ويمكن أن يصاب الطفل بتسمم وهو في طور النمو ببطن أمه، مما ينتج عنه إصابته بتشوه، كما يمكن أن تصاب الأم بإجهاض. فقد أجريت دراسة حديثة في أبريل 2011 من طرف طبيب مسلم مقيم بكندا تحت إسم «دراسة تشيربوك» أكدت أن هناك في دم المرأة الحامل وفي حليب الأم المرضع هناك بقايا سموم المواد الغذائية المعدلة وراثيا، لذلك حثت الدراسة على أن الأم يجب أن لا تستهلك هذه المواد لأنها تعرض صحة طفلها للخطر سواء في طور التكوين فتحدث له تشوهات خلقية في العمود الفقري والمخ، وإما أن تجهض الأم جنينها، هذه البقايا تسمى«gluphosate et glufosinate». كما يمكن لهذه المواد أن تكون سببا في ظهور سرطانات أغلبها سرطان القولون والمعدة، وأمراض الدماغ وخلايا الدماغ، الذي ينتج عنه الزهايمر والبنكينسون والأمراض الكثيرة التي أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة، والتي تكون نتيجة لما استهلكه الشخص قبل عشر سنوات مضت. من هنا ظهرت الحركات التي تشجع المواد الغذائية «البيو» والتي تشجع «تنبيت المنتوجات» من أجل تناولها حية وطبيعية، وخلاصة القول إن هذه المواد الغذائية المعدلة وراثيا غير صحية، وتكون سببا في الكثير من الأمراض المزمنة. قانون مغربي يمنع دخول هذه المنتوجات للمغرب بالرغم من صدور قانون مغربي يقضي بمنع هذه المنتوجات المعدلة جينيا من دخول المغرب بقانون 0027 سنة 2003، باتفاق بين وزارة الصحة ووزارة الفلاحة، إلا أن هذه المنتوجات موجودة بالأسواق المغربية، لأن القانون المغربي لم يؤكد على أن هذه المواد يجب أن يكتب فيها«pt« وهو الكود الذي تعرف به هذه المنتوجات المعدلة وراثيا، وهذا يعني أن هناك تسربا لهذه المواد، لأن المغرب لا يتوفر على مختبرات خاصة لتحليل أي مادة مشكوك فيها، لذلك لا يمكن التأكد من سلامة هذه المنتوجات ومعرفتها إلا بوجود الكود الخاص بتعريفها. الأطفال والحوامل أكثر تضررا من المنتوجات المعدلة جينيا يجب تجنب تناول المواد الغذائية المعدلة جينيا من طرف الأطفال، والنساء الحوامل أو اللواتي على استعداد للحمل لمدة ثلاثة أشهر قبل الحمل من أجل تنظيف أجسامهن من السموم الموجودة فيها، وأيضا يجب على الأمهات المرضعات تجنب تناول هذه المنتوجات، لأن آثارها الجانبية تفوق إيجابياتها بعشر مرات، وأعراضها لا تظهر إلا بعد سنوات. اللهم بعض الأنواع من الحساسية ضد هذه المنتوجات، والتي تظهر على الجسم في حينها. ما هي المنتوجات المعدلة جينيا؟ من بين المنتوجات المعدلة جينيا الموجودة بكثرة في الأسواق نجد الذرة، والذرة المعلبة المعدلة جينيا يكتب على علبها pt وهي ذلك الميكروب الخاص الذي تنوع في جيناته، وأيضا من بين المواد الصوجا، ونبات القطن، والبسكويت المصنع، الشعير والقمح، وخصوصا الجوز المصنع غير الطبيعي، الدقيق وخاصة دقيق الذرة، زيت الذرة «الكونفلكس» أنواع من السكريات وبعض الأنواع من الحلويات، الكحول، العلكة، ورقائق البطاطس وغيرها من المواد التي تستهلك بكثرة من طرف الشباب بصفة خاصة. مجيدة أبوالخيرات