الحساسية هي عبارة عن رد فعل غير طبيعي لأنسجة الجسم، بعد تعرضها لمستضد خارجي (أنتجين). وتتحسس هذه الأنسجة بعد ملامسة المستضد الخارجي، إما مباشرة عن طريق الملامسة للجلد أو الأغشية المخاطية، أو من خلال مجرى الدم، بعد امتصاصها من الأمعاء. وتحدث الحساسية نتيجة لتمازج المستضد الخارجي مع نوع خاص من الأجسام، مما يؤدي إلى تمزق الخلايا وإخراج مادة «الهيستامين»، التي تظهر الحساسية. ويكون بعض الأشخاص أكثر تقبلاً لصنع أجسام مضادة من غيرهم، وهذه الصفة يمكن أن تكون وراثية. ويمكن أن تظهر الحساسية بصورة سريعة بعد بضع دقائق من تعرض الشخص لعامل الحساسية التي يمكن أن تظهر بعد بضع ساعات أو بعد أيام من تعرض الشخص لعامل الحساسية. ويمكن أن يكون التحسس موضعياً، مثل الطفح الجلدي، أو يكون عاماً وشديداً، حيث يؤدي إلى الوفاة، مثل التعرض لحساسية الصدمة الشديدة. الأغذية التي تسبب الحساسية -1 تحدث الحساسية الغذائية عادة للأطفال الرضع في الأشهر الأولى من عمرهم وكذلك في السنوات الخمس الأولى من حياتهم. والغذاء المسؤول عن الحساسية عند الأطفال هو الحليب الصناعي وحليب البقر والبيض والحبوب. وتظهر هذه الحساسية على شكل إكزيما أو حساسية الجهاز الهضمي. -2 بعد السنة الخامسة من عمر الطفل، تبدأ الحساسية الغذائية في الانحسار، تدريجياً، وتظهر حساسية أخرى ضد المواد الطيارة، مثل القراديات ولقاح الأشجار وشعر الحيوانات. -3 الأغذية المسؤولة عن حدوث الحساسية كثيرة جداً وتكاد تكون لأغلب المواد الغذائية. ومن أهم المواد الغذائية التي تسبب الحساسية الأسماك، المكسرات، كالفستق وغيره، والفواكه والخضر، بالإضافة إلى الحليب، البيض، الحبوب، الخردل واللحوم. -4 المضافات الغذائية: بعض المواد التي تضاف إلى قسم من الأغذية وعصير الفواكه، مثل «الطرطرازين» (Tartrazine) لغرض إعطاء صبغة خاصة لها الحساسية، كطفح الجلد أو الربو. -5 حافظات الأغذية: تضاف بعض المواد إلى الأغذية لحفظها مدة طويلة من التلف، مثل مادة «صوديوم بنزويت»، وهذه المواد موجودة في المعلبات، وهي المسؤولة عن الإصابة بالحساسية. حساسية الجلد تظهر هذه الحساسية على شكل طفح جلدي، وهي الحساسية الأغلب لجميع الأعمار. وقد تظهر الحساسية على شكل وذمة تدعى وذمة وعائية (في الحنجرة) مسببة اختناقاً للشخص، بعد تناوله مواد غذائية متحسَّسا منها. والإكزيما نوع من أنواع الحساسية الجلدية التي تظهر عند تلامس الجلد للمواد التي تسبب الحساسية، مثل المواد الكيماوية، كالمنظفات والمعقمات وغيرها من المواد التي تلامس اليد. وقد تكون الإكزيما نتيجة تناول أو لمس الأطفال أو بعض الكبار مواد غذائية مسببة للحساسية. حساسية الجهاز التنفسي الربو القصبي هو الأكثر حدوثاً للأشخاص عند استنشاقهم المواد المسببة للحساسية، مثل القراديات أو لقاح الأشجار، ولكن الربو يحدث في بعض الأحيان نتيجة لتناول بعض الأغذية أو شم بخار الطبخ، خاصة بخار طبخ «القمرون» (الجمبري). حساسية الجهاز الهضمي تظهر أعراض الحساسية للجهاز الهضمي على شكل سوء هضم أو آلام في البطن أو تقيؤ أو على شكل إسهال، خاصة عنج الرضيع عند تناوله الحليب الصناعي أو حليب البقر. حساسية الدورة الدموية تظهر الحساسية على شكل صدمة شديدة، مسببة الوفاة المفاجئة، ويكون سببها ظهور «الهيستامين» بكمية كبيرة، مسبباً توسعاً كبيراً في الأوعية الدموية وهبوطاً حاداً في الدورة الدموية، وتكون في هذه المرحلة سبباً للوفاة المفاجئة. وتحدث هذه الحالة في أغلب الأحيان عندما تكون المادة المسببة للحساسية هي المكسرات، «القمرون» وفواكه البحر عامة والقمح.