مع التغيرات التي عرفها النظام الغذائي للمغاربة، أصبحت المكملات الغذائية ضرورية لتوازن الجسم ووظائفه: فيما يلي تحاول اختصاصية التغذية الطبية والحمية أسماء بنيس حمدي إعطاء مجموعة من المعلومات والنصائح حول كيفية تناول هذه المكملات والاستفادة منها بطريقة صحية. المكملات الغذائية هي جزئيات من التغذية لا ترى بالعين المجردة كالدهنيات والبروتينات والسكريات التي تعتبر مكملات غذائية، لكن حجمها كبير وتكون موجودة في الأكل، إلا أن الفرق هو أن المكملات الغذائية التي لا ترى بالعين تكون عبارة عن جزئيات لا يصنعها جسم الإنسان، وتأتي من المأكولات المتوازنة وهي مكملات غذائية ضرورية وتكون عبارة عن فيتامينات «أ، س» » ومجموعة الفيتامين «ب» المهم جدا ب1,ب2, ب3 ,ب5,ب9, ب12« وفيتامين «د» الذي يتم الحصول عليه من أشعة الشمس، والأملاح المعدنية كالمغنزيوم والبوتاسيوم والمنغانيز والحديد وغيرها، وبعض الأنزيمات المهمة جدا بالإضافة إلى الفيتامينات، والتي قد يكون ينقصها سببا في الإصابة بالكثير من الأمراض خاصة عندما لا يتوفر الأنزيم a و الأنزيم q10، وكذلك بعض الهرمونات التي تسمى التيغويد، وأيضا الألياف التي تعد من المكملات الغذائية المهمة. المكملات الغذائية تعوض الغذاء الطبيعي يمكن للمكملات الغذائية أن تعوض التغذية الطبيعية، ولكن ليس بمفردها بل إن الكثير من العوامل تتدخل في تناول هذه المكملات الغذائية التي تدخل إلى الجهاز الهضمي وتتسرب للدورة الدموية، ثم إلى الخلية فيما بعد، فالأكل المتوازن هو أخذ قسط مهم من البروتينات التي تمنح الجسم الأحماض الآمينية التي يحتاج إليها والتي توجد في السمك والدجاج والبيض ثم مشتقات الحليب. وكي تكون هذه الأغذية صحية يجب أن تزال منها الدهون المكتلة ويتم طبخها بطريقة لا تزيد من دهنياتها، ثم يجب تفادي السكريات المكررة، وتعويضها بالسكريات التي لا تجعل نسبة السكر في الدم ترتفع بسرعة، بالإضافة إلى الألياف التي توجد في الخضراوات والفواكه، أما الدهنيات فيجب أن تكون غير مهدرجة. فلكي تكون تغذيتنا متوازنة يجب الحرص على تناول الأوميغا 3 الموجودة في الزيوت والدهنيات النباتية غير المهدرجة فزيت الزيتون مثلا يكون مغذيا إذا كان طبيعيا أما إذا تم طبخه فلا يبقى فيه أية منفعة، وكذلك الأمر بالنسبة لزيت الأركان الذي يجب تناوله كثير لأنه غني بالأوميغا 3و 6، التي تنمي خلايا الدماغ لأن خلو الجسم من هذه المواد يتسبب في الكثير من الأمراض والأعراض مثل النسيان وضعف التركيز الذي أصبح منتشرا بكثرة في الآونة الأخيرة. وهناك علاقة كبيرة بين أمراض الشيخوخة التي تصيب الدماغ وأمراض القلب. لكن الأكل المتوازن بمفرده غير كاف لأن المحيط الذي يتم تناول الأكل فيه يجب أن يكون أيضا متوازنا كأن لا يعاني الشخص من الأرق، لأن الأرق يتسبب في صنع السموم، لذلك فالإنسان يحتاج لدفاع جسماني متوازن، وأن لا تكون هناك تعفنات كثيرة بجسمه. كما يجب تجنب تناول المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب فالتعفن له علاقة بالنظام الغذائي، والجسم يكون عرضة للتعفن لأنه يفتقد هذه المواد التي تحميه وتدافع عنه وتقوي خلايا الدماغ والكبد والبنكرياس وخاصة الأمعاء وتمنع إصابة الجهاز الهضمي بالأمراض كحموضة المعدة، بالإضافة إلى السكري الناتج عن عدم تسرب هذه الجزئيات الغذائية في البنكرياس، ثم غازات الأمعاء، والإمساك، والإسهال كل هذه الأمراض بالرغم من وجود تغذية متوازنة إذا لم يتم الأخذ بعين الاعتبار العوامل الأخرى المحيطة بالإنسان فإن هذه الجزئيات الغذائية المهمة لا تصل إلى الأعضاء وتقوم بوظائفها داخل جسم الإنسان. تناول المكملات الغذائية بشكل عشوائي يعطي تنائج عكسية يجب تناول المكملات الغذائية بشكل متوازن عندما يكون هناك مشكل بالجسم، وإلا ستعطي نتيجة عكسية. فإذا ما تجاوزت هذه المكملات نسبة 20 في المائة فالجسم يحاول التخلص منها لأن هناك عملية توازن طبيعية يقوم بها الجسم كل 24 ساعة داخل الجسم، فإذا زادت هذه المكملات بدون بيانات، تظهر بعض الأعراض الجانبية. وهذه المكملات الغذائية يجب أن لا تؤخذ بشكل عشوائي، وإنما باستشارة الطبيب الذي يبحث عن مكان وجود النقص في الجسم. مثلا عدم التركيز عند جميع الفئات ناتج عن نقص في فيتامينات «e, c»، وكذلك الأمر عند نقص النظر الذي ينتج عن نقص الأوميغا في الجسم ويتم علاج الأمر بتقديم تغذية متوازنة ومساعدة المريض ببعض الفيتامينات مثل e, c ومن الضروري القيام بفحص بيولوجي دموي، كما هو الحال في جميع بلدان العالم، من أجل تحديد نوع النقص الحاصل في الجسم ووصف العلاج المناسب. حالات تناول المكملات الغذائية الحالات التي يمكن للمريض أن يتناول فيها المكملات الغذائية هي عدم التركيز، نقص النظر عند الأطفال، حالات الأرق، الشعور بالتعب والعياء في العضلات، وأيضا العياء في المخ الذي يكون جسمانيا قبل أن يتحول إلى عياء نفساني فالنقص في جزئيات عضلات القلب والشرايين يسبب ضررا في خلايا الدماغ مما ينتج عنه شعور بالأرق والإعياء، إضافة إلى أمراض الجهاز الهضمي والتهابات المعدة، وأمراض الروماتيزم وآلام العظام، والزهايمر، وكذلك مرض السكري. وهناك أيضا الأطفال الذين لا يزداد طولهم بينما يزداد وزنهم، والحوامل والرضع، وأيضا حتى حالات السمنة لأن هناك علاقة وطيدة بين الشراهة في الأكل ونقص الجزئيات في الجسم كالحديد وبعض الفيتامينات. وحالات الحساسية، وأيضا عند المدخنين، والحالات التعفنية وأيضا عند الناس الذين لا يمارسون الرياضة، وأمراض القلب والشرايين. كل هذه الأمراض لها علاقة بنقص بعض الجزئيات في الجسم، وقبل ظهورها يعاني المريض من هذا النقص، وعندما تكثر الأعراض على الجسم يتحول إلى مرض. حذاري من تعويد الجسم على الخمول الحالات التي يمنع فيها على المريض تناول المكملات الغذئية قليلة جدا لحسن الحظ. مثلا يلجأ الكثيرون إلى تناول أقراص فيتامين «سي» عندما يشعرون بتعب أو صداع دون وصفة طبية، وهو أمر غير منصوح به ويفضل تناول فيتامينات متنوعة حسب تشخيص الطبيب لأن الإكثار من بعض الفيتامينات كالفيتامين c عند الإحساس بصداع الرأس، يجعل الجسم يحول هذه المادة إلى سموم لأنه لا يحتاجها. كما هذا الأمر يعود الجسم على الخمول والكسل. مجيدة أبوالخيرات