ليس الدواء دائما هو الحل للمشاكل النفسية التي قد نعاني منها خصوصا بعض حالات الاكتئاب، والحقيقة أن هناك مرضى يكفي أن يقوموا بتغيير نظامهم الغذائي لينعكس هذا على حالتهم النفسية بشكل ايجابي جدا. على سبيل المثال هناك ما يعرف بكآبة السكر، أي الإحساس بالاكتئاب عند بعض الناس نتيجة لاعتمادهم على غذاء غني بالسكر سريع الامتصاص والسكريات المكررة بنسبة كبيرة في النظام الغذائي اليومي، وهي سكريات تمت إزالة كل أليافها الطبيعية، كالأرز والمعجنات والخبز الأبيض والعديد من الأغذية المصنعة الأخرى، وعادة ما يكون هذا هو التوجه العام للصناعات الغذائية، مما يقلل من قيمتها الغذائية ويجعل هذا النوع من السكريات سريعة الامتصاص داخل الجسم، مما يستنزف الفيتامينات والمعادن الموجودة فيه وبالأخص استهلاك فيتامين (ب) هو بدوره يؤدي نقصه إلى إمكانية حدوث الاكتئاب. حيث غالبا ما يكون هذا الفيتامين عاملا مهما وراء ظهور أعراض الاكتئاب التي تشمل الشعور بالإرهاق، العصبية الزائدة والأرق ومشاعر الحزن والكآبة وقلة النشاط. ومن المعروف أن نشاط الدماغ يعتمد على الجلوكوز فمن البديهي أن السكر له علاقة بأعراض العدوانية والقلق والكآبة. من هنا تأتي أهمية الحفاظ على مستوى سكر منتظما عن طريق تناول وجبات تحتوي على كمية كافية من الألياف كالخبز الكامل والأرز الأسمر أو الكامل والفواكه والخضر مع الابتعاد عن مصادر السكر المكرر تجنبا لإفراز غزير للأنسولين يليه هبوط كبير للسكر في الدم. كما أن هناك بعض الدهون التي تم، مؤخرا، إجراء بعض التجارب التي أعطت احتمالا كبيرا لأن تكون لها علاقة مع الوقاية من الاكتئاب وهي الأميغا 3 وهي أحماض دهنية أساسية يعجز الجسم عن إنتاجها، مما يستدعي تزويده بها بشكل مستمر تفاديا لأي نقص قد يؤدي، حسب الدراسة، إلى تفاقم الحالة النفسية أو زيادة فرص الإصابة بالاكتئاب، خصوصا أنه لوحظ أن نسبة الإصابة بالاكتئاب قليلة عند الفئات أو المجتمعات التي يعتمد غذاؤها على تناول الأسماك وهذا يعني أن الأشخاص الذين لا يحصلون على كفايتهم من هذا الحمض الدهني قد يواجهون أكثر من غيرهم مشكل الاكتئاب، إلا أنه مع الحرص على تناوله انطلاقا من مصادر طبيعية كالسمك والخس وحبوب الكتان ، وذلك بصفة مستمرة وتفادي الاعتماد على المكملات الغذائية التي تحتوي على مركزات من الأوميغا 3 أو الأغذية المدعمة بها، لأن مفعولها لا يصل إلى مستوى المصادر الطبيعية، أما استعمال الأوميغا 3 كدواء عن طريق تناول جرعات منه فلازالت الأبحاث في طور الدراسة وتحتاج المزيد من التأكيد.