يتسبب تغير النمط الغذائي للمغاربة في الإصابة بسرطان المعدة، خاصة مع انتشار المأكولات السريعة والتي تحتوي على مواد حافظة، وأيضا بسبب إهمال تناول الخضروات والفواكه الطازجة التي تحتوي على فيتامينات تحارب الخلايا السرطانية التي تتكون في الجسم. فيما يلي تستعرض الدكتورة نزهة توفيق اختصاصية في علاج السرطان، كيميائيا، وبالأشعة الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان المعدة، وأعراضه وطرق العلاج والوقاية منه. كان سرطان المعدة منتشرا بكثرة في سنوات الستينات، قبل تعميم الثلاجات للمحافظة على الأطعمة، حيث كان الناس يعملون على تمليح الأطعمة كاللحوم والأسماك والزبدة من أجل المحافظة عليها لمدة أطول. لذلك كانت نسبة الملح المرتفعة في هذه المأكولات تفرز داخل المعدة بعض المواد التي لها قابلية لإصابة المعدة بالتهاب يتحول فيما بعد إلى سرطان. فيما بعد وعند انتشار المبردات داخل معظم البيوت لوحظ تراجع نسبة الإصابة بسرطان المعدة. لكن في السنوات الأخيرة «عادت نسبة الإصابة بسرطان المعدة لترتفع من جديد من خلال الحالات التي تتوارد علينا بقسم الأنكولوجيا بمستشفى ابن رشد» تقول الدكتورة توفيق. الإكثار من تناول الملح يسبب السرطان وتوضح الدكترة نزيهة توفيق أنه من بين العوامل التي تؤدى إلى التهاب المعدة نجد بعض التعفنات التي تصيب المعدة والناتجة عن تناول بعض المأكولات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الأملاح، كالجبن والزيتون ورقائق البطاطس المقلية، لأن هذه النسبة المرتفعة تجعل نسبة حموضة المعدة ترتفع، ما يجعل الظروف مناسبة لظهور جرثومة وتكاثرها. ويكون من أعراضها إحساس المريض «بالحريق» على مستوى فوهة المعدة، وبالرغبة في التقيأ، والخطير في الأمر أن هذا الالتهاب إن لم يتم علاجه في بداية الإحساس بهذه الأعراض فسيتطور الأمر، ويتحول إلى سرطان المعدة. أيضا هناك نوع آخر من سرطانات المعدة الذي عرف انتشارا كبيرا في الآونة الأخيرة هو سرطان «فم المعدة» أي ملتقى المعدة وآخر البلعوم وهذا النوع من السرطان راجع لتغير نمط عيش الناس في السنوات الأخيرة، بالابتعاد عن تناول الخضروات والفواكه الطرية، لفائدة المأكولات المعلبة، بالإضافة إلى التوتر ما يجعل حموضة المعدة ترتفع إلى الجزء الأخير من البلعوم، متسببة في الالتهاب ومن تم سرطان المعدة الذي يعد علاجه صعبا. أعرض السرطان تظهر متأخرة مع الأسف لا تظهر أعراض سرطان المعدة إلا في وقت متأخر. فالعدة هي بمثابة جيب، وهذا الجيب إذا كان مصابا بورم سرطاني لا يمكن للمريض التعرف على أعراضه ولا ينتبه إلا عندما يتقيأ الدم، ولا يستطيع بلع الطعام وعندما يصل المريض إلى هذه المرحلة يكون الورم قد كبر حجمه وتضاعف، فيصبح العلاج صعبا. وما يجب إثارة الانتباه إليه حسب الدكتورة توفيق هو أن هذه الأعراض يمكن أن تكون أعراض تعفنات، أو قرحة المعدة الناتجة عن ارتفاع نسبة حموضة المعدة، وهي أعراض يجب أن تكون مؤشرا على ضرورة استشارة الطبيب بشكل سريع وعدم تأجيل ذلك كي لا تحدث مضاعفات خطيرة، حيث يتطور السرطان ويصعب علاجه. التشخيص المتأخر أكبر مخاطر سرطان المعدة خطورة سرطان المعدة تتضاعف في حالة التشخيص المتأخر للمرض. وغالبا ما يكون السرطان في هذه الحالة قد انتشر في الأمعاء وفي باقي أعضاء البطن، ولم يعد مقتصرا على المعدة، وهنا يصعب تحديد المرض. فالعلاج الناجح عندما يكون الورم في المعدة فقط يكون باستئصاله، أما عندما ينتشر في باقي الأعضاء فيكون من الصعب علاجه ويبقى الحل الوحيد هو إيقاف تطور المرض. التشخيص يجب أن يكون تشخيص سرطان المعدة عند طبيب متخصص في الجهاز الهضمي وحالما يحس المريض بظهور الأعراض عليه حيث يمكن للطبيب التعرف على المرض من خلال بعض العلامات التي يعرفها جيدا، ومن خلال الفحص بالمنظار، الذي يصور المعدة من الداخل من أجل أخذ عينة منها، وتحليلها في المختبر وتشخيص تلك الحموضة ومعرفة أسبابها، ومعرفة العلاج المناسب لهما، كما يمكن تشخيص السرطان حيث يتم توجيه المريض إلى طبيب اختصاصي في علاج السرطان أو جراحة الجهاز الهضمي لاختيار أحسن طريقة ممكنة للعلاج. معالجة الأسباب أحسن وقاية من سرطان المعدة تهم الوقاية معالجة الأسباب التي تم الحديث عنها من قبل، ألا وهي التعفن والحموضة اللذين يمكن الشفاء منهما شريطة الالتزام بنصائح الطبيب الاختصاصي، لأن هناك دواءا مقاوما للجراثيم ودواءا ينقص من نسبة الحموضة في المعدة حتى لا يتوفر الجو المناسب للجرثومة كي تتكاثر. كما يجب تجنب المأكولات الدهنية لتجنب ارتفاع الحموضة إلى « فم المعدة والتي تتسبب في حدوث الالتهاب، وتجنب تناول المأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من الملح والسكريات، والمأكولات السريعة والمعلبة التي تتوفر على نسبة كبيرة من المواد الحافظة وهي التي تساهم بشكل كبير في تكون أورام سرطانية. كما يجب الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الطرية التي تحتوي على فيتامينات يمكن أن تحارب الخلايا السرطانية الناتجة عن المواد الحافظة التي تضر بالجسم، كما يجب الحرص على ممارسة الرياضة التي لها دور فعال في الوقاية من السرطان استئصال الورم أفضل علاج أحسن علاج لسرطان المعدة إلى هذه الساعة هو استئصال الورم بالجراحة التي تكون بطريقتين: استئصال جزء من المعدة وقد يصل إلى خمس أو ثلاثة أرباع المعدة، ويتم ربط ما تبقى من المعدة بالمعي ليسترجع المريض قابلية الأكل، أما إذا كان سرطان المعدة قريبا من المعدة وآخر البلعوم فيتم استئصال المعدة كلها، وربط البلعوم بالمعي مباشرة ليسترجع المريض عافيته. ويصاحب الجراحة علاج كيميائي إذا كان حجم الورم كبيرا فتكون البداية بالعلاج الكيميائي تليه الجراحة ويتمم فيما بعد بالعلاج الكيميائي، ثم هناك طريقة أخرى تبدأ بالجراحة وتنتهي بالعلاج الكيميائي وبالأشعة في آن واحد. مجيدة أبوالخيرات