سرطان القولون هو سرطان الأمعاء الغليظة ويسمى، أيضا، السرطان القولوني المستقيمي. وتبدأ معظم حالات سرطان القولون من بوليبات ورمية غدية، لكن نسبة صغيرة فقط من جميع الأنواع المختلفة من البوليبات التي تنشأ في القولون (حوالي 1%) هي التي تصير سرطانية في ما بعد. يحدث التغير من البوليب الورمي الغدي إلى السرطان القولوني ببطء في مدة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات بسبب سلسلة من التغيرات الجينية. لكنْ إذا تم استئصال البوليب قبل أن يصبح خبيثاً، فإنه بالطبع لن يتحول إلى سرطان قولوني. سرطان القولون هو ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة بسبب السرطان في الولاياتالمتحدة. يُعتقَد أنه ينشأ -إلى حد ما- بسبب عادات تتعلق بنمط الحياة، مثل تناول أطعمة عالية الدهون وقليلة الألياف وتدخين السجائر. وتلعب الوراثة دورا، أيضا، فثمة نسبة تصل إلى 25 % من مرضى سرطان القولون لديهم أفراد من العائلة أو أقارب مصابون بنفس المرض. وتشمل الأمراض التي تزيد قابلية حدوث سرطان القولون: المرض المعدي الالتهابي، وربما، مرض السكر. ونظرا إلى عدم وجود أعراض في المراحل المبكّرة لسرطان القولون، فإنه يجب فحصك لاستكشاف هذا المرض إذا كنت قد تجاوزت الخمسين. الأعراض إن كلاً من البوليبات غير السرطانية والسرطانية لا تسبب، عادة، أي أعراض. وحتى إذا تحولت البوليبات إلى سرطان، فإن الأعراض تكون نادرة إلى أن يصير الورم ضخما عندما يسد الأمعاء الغليظة أو ينزف إلى البراز. حين يحدث هذا، قد يكون السرطان قد اخترق جدار الأمعاء وانتشر إلى الغدد الليمفية في البطن أو إلى أعضاء أخرى. خيارات العلاج إذا كنت تعاني نزيفاً من المستقيم، فقد يُجري لك الطبيب واحدا أو أكثر من الاختبارات التشخيصية. ويكون الفحص بالمنظار السيجمي المرن، غالبا، هو أول وسيلة عندما يكون هناك نزول دم أحمر زاه هو العرض الغالب، إذ يكون الأرجح أن الدم آت من النهاية البعيدة من القولون (أي الأقرب إلى المستقيم والشرج). إذا كان الدم يظهر عند إجراء اختبار الدم المختفي في البراز، فقد يجرى اختبار حقنة «الباريوم»، الشرجية، أو الفحص بمنظار القولون. ويمكن أن يكشف كل منهما سرطان القولون، إضافة إلى الأسباب الأخرى للنزيف وتشمل البواسير، التهاب المستقيم، والبوليبات غير السرطانية أو البوليبات السرطانية التي تتحول، في ما بعدُ، إلى سرطان قولوني عندما تنمو إلى داخل تجويف الأمعاء الغليظة وتنتشر خلال جدارها. يكون الفحص بمنظار القولون مفضلاً بصفة عامة، لأنه يكون أفضل قليلا في الكشف عن السرطان ولأنه يمكن أثناء الفحص بمنظار القولون أخذ عينات من ورم -يحتمل أن يكون سرطانيا- لفحصه أو استئصال بوليبات نازفة. وقد يقوم الطبيب بإزالة قطعة صغيرة من أي نسيج يبدو غير طبيعي وفحصها للكشف عن السرطان. وينصح بإجراء فحوص بمنظار القولون بانتظام للأشخاص المعرضين بدرجة عالية للإصابة بسرطان القولون. ويتم تصنيف سرطان القولون إلى درجات أو مراحل ويعتمد العلاج على الدرجة، وينصح بإجراء جراحة لاستئصال جزء من المعي -أو المعي كله- لكل درجة منها، وهذا يشمل شق البطن واستئصال الجزء المصاب بالسرطان من المعي (استئصال القولون). ويمكن إجراء الجراحة أيضا باستخدام منظار داخلي، بعد أن يصنع الجراح قطوعاً معدودة وصغيرة كثقب المفتاح في البطن، وهذا الإجراء يكتنفه الجدل. أحيانا، تُتبَع الجراحة بالعلاج الإشعاعي أو العلاج الكيماوي أو الاثنين معا. ولا يحتاج معظم مرضى سرطان القولون إلى تفميم القولون، وتسمح الإجراءات الجراحية التي تحافظ على العاصرة الشرجية لغالبية المرضى بالاحتفاظ بقدرتهم على التحكم في أمعائهم والتخلص من فضلاتها بالطريق الطبيعي.