اتبع الأستاذ الجامعي جوناثان شام طريقة سهلة لقياس مدى تفشي سرطان القولون والمستقيم القاتل في بلد ما. وقال شام إن الدول التي تنتشر فيها مطاعم الوجبات السريعة ذات الطراز الغربي تشهد معدلا متزايدا للإصابة بمرض سرطان القولون والمستقيم. وأوضح شام الخبير المتخصص في أمراض السرطان بجامعة هونغ كونغ، أن ذلك يرجع إلى أن وجود مطاعم الوجبات السريعة دليل على أن البلد الذي توجد فيه يتبنى نظاما غذائيا غربيا, يتضمن اللحوم الحمراء والدهون التي تعرف بأنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وفي جميع أنحاء العالم يزيد معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو سرطان الأمعاء, حيث تم تسجيل 610 آلاف حالة جديدة في عام 2008, وهذا النوع من السرطان مرتبط بالثراء والرفاهية. وتزايد الثراء والإقبال على الأطعمة الغربية في المدن الآسيوية ساهم في ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الأمعاء, ليصبح الآن واحدا من أشد أنواع السرطان فتكا في المنطقة. يزيد خطر الإصابة بهذا المرض لدى المدخنين ومدمني الخمر وكذا لدى المسنين, إذ إن ما يقرب من 90% من حالات الإصابة تخص أشخاصا فوق سن الخمسين عاما وقال شام إن هناك ارتفاعا هائلا في عدد حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم نتيجة للحياة المدنية الحديثة التي يتناول فيها الناس كميات أكبر من اللحوم والدهون الحيوانية, لا سيما لحم البقر، وكميات أقل من الخضروات والفواكه ولا يمارسون فيها الرياضة بالقدر الكافي. ولوحظ أن هذا العامل وحده يقف وراء تفشي سرطان الأمعاء في اليابان, التي شهدت زيادة في استهلاك اللحوم بمقدار عشرة أمثال في الفترة بين حقبتي خمسينيات وتسعينيات القرن العشرين. كما يزيد خطر الإصابة بهذا المرض لدى المدخنين ومدمني الخمر وكذا لدى المسنين, إذ إن ما يقرب من 90% من حالات الإصابة تخص أشخاصا فوق سن الخمسين عاما. وذلك سبب آخر وراء ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الأمعاء في مناطق -مثل هونغ كونغ- تشهد نموا في عدد السكان المسنين. ويشير شام إلى أن معظم أعراض الإصابة، مثل حدوث تغيرات في وظائف الأمعاء، لا تظهر إلا بعد وصول السرطان إلى مراحل متقدمة مما يعني أن ما يتراوح بين 50 و60% من كافة المرضى ينتهي بهم المطاف إلى الموت. ويوصي شام وزملاؤه من الخبراء الناس بإجراء فحص للقولون بالمنظار مرة كل عشرة أعوام ابتداء من سن الخمسين وأظهرت بعض الدراسات أن سرطان الأمعاء يحدث في المقام الأول نتيجة لخلل في خلايا القولون, التي تبدأ في شكل أورام صغيرة تعرف باسم «السليلات المخاطية» أو «البوليبات المعوية». ومعظم هذه الخلايا غير ضارة غير أنه في حال إهمالها بدون علاج فإن نسبة ضئيلة منها قد تسبب الإصابة بالسرطان. ويقول الدكتور يوين سيو تسان الاستشاري الطبي بصندوق مكافحة السرطان في هونغ كونغ إن هذا التطور يحدث عادة على مدار نحو عشرة أعوام، وهي فترة زمنية تصب في صالح البشر كونها تجعل من سرطان القولون مرضا يمكن الوقاية منه. ويمكن الوقاية من هذا المرض من خلال عمل فحص إشعاعي دوري يعرف باسم منظار القولون أو التنظير السجمي (منظار القولون والمستقيم). ويتضمن ذلك الفحص تمرير أنبوبة مرنة مزودة بكاميرا عبر القولون كله أو جزء منه من خلال المستقيم مما يسمح للطبيب باكتشاف «السليلات المخاطية» قبل تطورها إلى سرطان. وقال شام «نعلم أن معظم الأورام تمر بمراحل مثل مرحلة السليلات المخاطية قبل أن تصبح أوراما. لذلك إذا أجرى الشخص فحصا دوريا للقولون بالمنظار وخضع لعمليات جراحية لإزالة السليلات المخاطية وقتما تظهر يمكن أن يقي نفسه من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم من الناحية النظرية». ويوصي شام وزملاؤه من الخبراء الناس بإجراء فحص للقولون بالمنظار مرة كل عشرة أعوام ابتداء من سن الخمسين.