المحققون استعانوا بقاضي تحقيق فرنسي مختص في الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة العابرة للقارات. الإفراج عن الشخص الذي تم توقيفه بمطار المنارة بعد التأكد من عدم ارتباطه بالحادث. مازال الحدث الإرهابي الذي هز جنبات ساحة الفرجة بمراكش، يرخي بظلاله على الجهات المسؤولة محليا، والتي دخلت في سباق محموم مع الزمن، لمحاصرة تداعيات هذا العمل الشنيع، واتخاذ كل التدابير والإجراءات لمنع تكراره. فقد شهد مقر ولاية الجهة صباح أول أمس الإثنين اجتماعا طارئا لخلية الأزمة المشكلة من والي الجهة، والي ولاية الأمن، القائد الجهوي للدرك الملكي، قائد الحامية العسكرية بمراكش، القائد الجهوي للقوات المساعدة، الوقاية المدنية، الاستعلامات العامة، مديرية مراقبة التراب الوطني، بالإضافة إلى عمدة مراكش ورئيس الجهة وكذا عمال الجهة وكبار المسؤولين الأمنيين. حسب المعطيات المتوفرة، فقد تم خلال الاجتماع استعراض مستجدات التحقيق الجارية بخصوص العمل الإرهابي الذي ضرب مقهى أركانة بساحة جامع الفنا، حيث صرح محمد مهيدية والي الجهة للحاضرين بأن المحققين قد تمكنوا من العثور على مؤشرات مادية مهمة، من شأنها فك لغز هذا العمل الإجرامي في غضون الأيام القليلة المقبلة. وقد أعطيت التعليمات لرفع درجة اليقظة بمختلف المواقع السياحية والفنادق والأسواق التجارية الممتازة، وكذا بعض المواقع ذات الحساسية الخاصة، مع الحث على ضرورة التنسيق المباشر مع الخلية المركزية بولاية الجهة. كما اتفق المجتمعون على توسيع شبكة المعلوميات، لتبادل المعلومات والتقارير الأمنية اليومية، لتشمل الدوائر الأمنية بالمدينة عبر التنسيق بينها وبين خلية الأزمة المركزية. وفي اطار المجهودات المبدولة للإسراع بالكشف عن كل خبايا الحادث الإرهابي، تمت الاستعانة كذلك بخبرة قاضي تحقيق فرنسي متخصص في قضايا الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة العابرة للقارات، حيث خصصت له القنصلية الفرنسية بالمدينة سيارة ديبلوماسية لاستعمالها في تحركاته. وعلمت «الأحداث المغربية» أن المشتبه فيه الذي تم توقيفه بمطار المنارة، حين كان بصدد ركوب الرحلة المتوجهة إلى مدينة بولونيا الإيطالية، قد أخلي سبيله، وغادر اتجاه المدينة المذكورة، بعد أن بينت التحقيقات أنه لا تربطه أي علاقة بالأحداث المذكورة. أما بالنسبة للوضعية الصحية للمصابين في الحادث، فقد غادر أغلبهم مستشفى ابن طفيل، الذي استقبل أزيد من 20 مصابا عقب التفجيرات الإرهابية، حيث تم نقل بعض الأجانب صوب بلدانهم بواسطة طائرات خاصة. وقد أكدت مصادر طبية أن المستشفى المذكور، لم يعد يحتضن سوى ثلاثة مصابين ضمنهم فرنسي واحد مازالوا بغرفة العنايات المركزة بالنظر لوضعيتهم الصحية الدقيقة، فيما تم نقل مغربيين اثنين ضمنهما كريمة زهير (22 سنة)، التي تنحدر من مدينة بنجرير، إلى مصلحة العظام والمفاصل، بعد إخضاعهما لعمليات جراحية، بالنظر لإصابتهما بكسور حادة في الساقين. أما على مستوى التأثيرات الإقتصادية لهذا العمل الإرهابي على السوق السياحية، فقد تم حسب مهنيين تسجيل نسبة 25 في المائة من الإلغاءات، داخل وكالة «فرام» للسياحة، لترتفع بذلك النسبة إلى 35 في المائة باحتساب نسبة 10 في المائة، المسجلة بفعل انعكاسات أحداث تونس، مصر وليبيا، علما بأن الوكالة المذكورة تحتل المرتبة الأولى في مجال تسويق السياح الفرنسيين، كما تم تسجيل إلغاءات على مستوى بعض المؤتمرات، بعد إلغاء بعض الملتقيات التي كانت تستعد مراكش لاحتضانها.