أوقفت عناصر الأمن مواطنا مغربيا، يقيم في إيطاليا وينحدر من قلعة السراغنة، مساء يوم الأحد الماضي، في مطار مراكش المنارة، يشتبه في تورطه في أحداث «أركانة» الدامية، التي راح ضحيتها 16 قتيلا، و23 جريحا. وأفاد مصدر «المساء» أنه تم إخلاء سبيل المواطن البالغ من العمر 23 سنة بعد التحقيق معه والتأكد من هويته، على غرار موقوفين تم توقيفهما سلفا لنفس السبب. وأوضح نفس المصدر، أن سبب توقيف المواطن المغربي في مطار مراكش، بعدما كان هذا الأخير متوجها إلى إيطاليا، يعود لوجود شبه بينه وبين الصورة التقريبية، التي تم التوصل إليها، اعتمادا على شهادة شهود عيان من جنسية هولندية. وحسب معطيات حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة فإن الصورة التقريبية، التي تم التوصل إليها اعتمادا على أوصاف شهود عيان، كانوا موجودين بمقهى أركانة، دقائق قليلة قبل الحادث الأليم، الذي هز أركان مدينة مراكش بكاملها، زوال الخميس الماضي، مازالت بحوزة عناصر الأمن، التي باشرت عملية بحث واسعة عن المشتبه به. وأضاف نفس المصدر أن عناصر الأمن تتكتم على الصورة الافتراضية، حتى لا يتعرف عليها المعني بالأمر، قبل وصولها إليه. ونسبت مصادر أمنية تسريب صورة «مغلوطة»، وتقديمها للرأي العام على أنها هي الصورة المقربة للمشتبه فيه، والتي نشرتها جريدة «إلباييس»، للفريق الإسباني الذي يوجد ضمن الفرق الدولية المشاركة في التحقيق، في الوقت الذي تم التأكد من أن الصورة المنشورة، هي لشخص يشتبه في وقوفه وراء الاعتداء على ثلاث نسوة، شهر يناير الماضي. وتبقى الفرضية الوحيدة التي تتحدث عنها الجهات الرسمية الآن، والمباشرة للتحقيق في انفجار مراكش، هي احتمال أن يكون تنظيم القاعدة وراء العملية، رغم أن فرق التحقيق التي تباشر عملية بحث واسعة بمسرح الحادث، أكدت أن العناصر التي صنع منها المتفجر، هي مواد متوفرة بسهولة، ويمكن لأي شخص أن يصنع منها متفجرات ذات مفعول قوي. إلى ذلك، ووري جثمان «ياسين البوزيدي»، الذي كان يشتغل نادلا بمقهى أركانة، الثرى، يوم السبت الماضي، في موكب جنائزي ذرف فيه الجميع دموع الحزن والحسرة، على شاب في عقده الثالث، خلف وراءه طفلة لا يتجاوز عمرها 6 سنوات، وجنينا مازال في بطن أمه، كتب له أن يولد يتيما، بعدما حرمته أيادي الغدر من كلمة «أبي» إلى الأبد. وحضر مراسيم الدفن في مقبرة دوار الحرش، كل من محمد مهيدية، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، وحميد نرجس رئيس الجهة، وعدد من المسؤولين السياسيين والجمعويين، بالإضافة إلى عائلة الفقيد، الصغيرة والكبيرة. هذا، وقد غادر أغلب المصابين في التفجيرات الإرهابية بمقهى «أركانة» المستشفى، فيما لم يبق سوى ثلاثة مصابين يحملون الجنسية الفرنسية، يرقدون في قسم العناية المركزة في المستشفى، ومغربيين اثنين تم نقلهما إلى قسم العظام والمفاصل، فيما تم ترحيل مواطنين هولنديين وفرنسيين، أمس الثلاثاء، إلى بلدانهم حيث سيتممون العلاج في بلدانهم.