نجح فريق من المحققين المغاربة والدوليين في رسم صورة تقريبية لملامح الإرهابي المحتمل، الذي فجر مقهى "أركانة"، بناء على أوصاف أدلى بها أحد السياح الأجانب وبعض المستخدمين في المقهى، جرى تعميمها على مختلف الأجهزة الأمنية، وشرطة الحدود، بمطارات المملكة. وشهد مستودع الأموات، التابع للمكتب الصحي البلدي بباب دكالة، صباح أمس الثلاثاء، حالة استثنائية، قصد تسليم جثامين ثمانية فرنسيين ضحايا التفجير الإرهابي، الذي استهدف مقهى "أركانة" بساحة جامع الفنا، لنقلهم إلى مطار أورلي بباريس، بواسطة طائرة خاصة، وضعتها السفارة الفرنسية بالمغرب رهن إشارة أسر الضحايا الفرنسيين. وأشرف محمد امهيدية، والي جهة مراكش، وسفير فرنسا بالمغرب، وفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الجماعي، وعدد من المنتخبين والمسؤولين الأمنيين، على توديع الضحايا الفرنسيين بمطار مراكش المنارة الدولي. وسيترأس الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، حفل استقبال رسمي لتكريم الضحايا الفرنسيين، وإلقاء كلمة بالمناسبة، بالقاعة الشرفية لمطار أورلي بالعاصمة الفرنسية باريس. وكانت فرقة أمنية خاصة، مكونة من خبراء دوليين في الجينات، تمكنت من تحديد هوية الضحايا الأجانب، الذين لقوا مصرعهم في التفجير الإرهابي، الذي هز ساحة جامع الفنا، قلب مراكش النابض، الخميس الماضي، ويتعلق الأمر بثمانية فرنسيين، وهولندي، وسويسري، وبرتغالي، وبريطاني، سلمت جثامينهم لبعثاتهم الديبلوماسية. من جهة أخرى، أفرجت المصالح الأمنية المغربية عن ثلاثة مشتبه بهم، ضمنهم مهاجر مغربي بإيطاليا، جرى إيقافهم بعد الاشتباه في تورطهم في تنفيذ العملية الإرهابية، التي راح ضحيتها 16 قتيلا، ضمنهم 14 أجنبيا ومغربيان، بعدما تبين للمحققين بأن المشتبه بهم، الذين أخضعوا لإجراءات التحقيق، لا تربطهم أي علاقة بالعملية الإرهابية. ومازالت التحقيقات متواصلة، ويقودها ضابط فرنسي متخصص في الإرهاب الدولي والجريمة العابرة للقارات، بمساعدة فرقة أمنية مغربية خاصة، ومحققين دوليين، لتحديد هوية منفذ العملية الإرهابية.