خلف انفجار قوي هز أركان مقهى "أركانة"، بساحة جامع الفنا بمراكش، صباح أمس الخميس، مصرع 14 شخصا، وإصابة 23 آخرين، بجروح متفاوتة الخطورة، ضمنهم 7 فرنسيين، و2 سويسريين. تصوير أيس بريس ووصف وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، في ندوة صحفية أمس بمقر ولاية جهة مراكش، بحضور وفد رفيع المستوى، هذا الاعتداء بأنه "عمل إرهابي"، موضحا أن المعطيات الأولية، التي جرى التوصل إليها، على ضوء الأبحاث، التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية والعلمية، تحت إشراف النيابة العامة، تفيد أن الأمر يتعلق بعملية إرهابية نفذت بواسطة "مادة متفجرة قوية". وأكد على ضرورة محاربة ظاهرة الإرهاب والتصدي له بكل الوسائل. وأعلن وزير الداخلية عن فتح رقم أخضر جرى وضعه رهن إشارة أقارب الضحايا لتقديم مختلف التوضيحات والشروحات حول ظروف الحادث. وأوضح أن كل الأطر الطبية بالمستشفى العسكري ابن سينا وبمستشفى الجامعي ابن طفيل جرت تعبئتها لتقديم العلاجات الضرورية لكل المصابين. وذكرت مصادر أمنية مطلعة أنه يوجد ضمن القتلى، 11 أجنبيا من جنسيات مختلفة، و3 مواطنين مغاربة، مشيرة إلى أن المعطيات الأولية، التي جرى الحصول عليها في عين المكان، تفيد أن الانفجار ناتج عن عمل إجرامي، نفذه شخص وضع حقيبة ملغومة بالطابق العلوي للمقهى. ولم يتسن ل"المغربية" التأكد مما إذا كان الشاب المعني، الذي طلب عصير ليمون من النادل، نفذ عملية انتحارية بتفجير نفسه، أم ترك الحقيبة داخل المقهى وخرج، قبل تفجير الحقيبة. وهرعت إلى مكان الحادث، فرق الإنقاذ، لانتشال جثث الضحايا، ونقل المصابين إلى مستشفى ابن طفيل لتلقي العلاج، في حين باشر فريق من محققي الشرطة العلمية والتقنية، جمع القرائن والأدلة من مسرح الحادث، لفك لغز الانفجار. وحسب شاهد عيان، من مرتادي المقهى الشهير، فإن شابا كان يحمل حقيبة رياضية جلس بالطابق العلوي للمقهى في حدود الحادية عشرة والنصف صباحا، يرجح أنه كان وراء تنفيذ العملية، مشيرا إلى أنه بعد دقائق من جلوسه، سمع دوي انفجار هز أركان المقهى، وتسبب في سقوط قتلى وجرحى وتطاير أشلاء الجثث، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة. وأبرز الشاهد، ل "المغربية"، أن الانفجار كان مدويا، وأنه فر مع مجموعة من الناجين خارج المقهى مذعورين. وقال الدكتور هشام نجمي، رئيس مصلحة قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل، أن القسم استقبل 15 مصابا، من بينهم 10 أجانب من جنسية فرنسية، مبرزا أن واحدا منهم لفظ أنفاسه الأخيرة، قبل وصوله إلى المستشفى. وأوضح الدكتور هشام نجمي أن 7 مصابين يوجدون في حالة خطيرة، خضعوا لعمليات جراحية مستعجلة متنوعة، مبينا أن الإصابات تنوعت ما بين حروق وبتر بعض الأعضاء، في حين جرى نقل 5 مصابين آخرين إلى المستشفى العسكري ابن سينا، لتلقي العلاج. وبمجرد وقوع الحادث، تقاطر عدد كبير من سكان الأحياء القريبة من ساحة جامع الفنا، بعد أن تناهى إلى مسامعهم دوي الانفجار القوي، من أجل معرفة ما حدث. كما انتقل إلى مسرح الحادث، والي جهة مراكش، والوكيل العام بمحكمة الاستئناف، ومختلف الأجهزة الأمنية. وجرى تطويق مكان الحادث من خلال وضع حواجز أمنية، لمنع اقتراب أي شخص، قصد جمع الأدلة والقرائن، التي ستفيد في التحقيق، وباشر المحققون الاستماع إلى شهادات بعض الناجين من الحادث، لمعرفة ملابسات وقوعه.