أعلن الطيب الشرقاوي وزير الداخلية أن الاعتداء الإجرامي الذي استهدف مقهى أركانة بمدينة مراكش يوم الخميس الماضي , يتعلق بعمل إرهابي ناتج عن انفجار قوي بواسطة مادة متفجرة داخل المقهى, كما تبين على ضوء الأبحاث الأولية الجارية من طرف المصالح الأمنية تحت إشراف النيابة العامة. وفي حصيلة جديدة ، وصل عدد ضحايا الحادث الإرهابي إلى 16 قتيلا ، أغلبهم أجانب ، فيما يخضع المصابون ، أزيد من عشرين ، للعلاج بكل من المستشفى الجامعى ابن طفيل والمستشفى العسكري, بالإضافة إلى مصحتين خاصتين بمراكش. وأكد وزير الداخلية أن كل الإمكانيات الطبية واللوجيستيكية قد تمت تعبئتها للتكفل بالجرحى والعناية بوضعيتهم الصحية, كما تم خلق خلية لاستقبال أقارب وعائلات الضحايا لإعطائهم كافة المعلومات المتوفرة ودعمهم نفسيا بطاقم طبي متخصص, مضيفا أنه تم وضع رقم أخضر رهن إشارتهم للحصول على كافة المعلومات. وذكر بأنه قام بتعليمات ملكية سامية رفقة لجنة وزارية وأمنية بزيارة لمكان الحادث والمستشفيات والمصحات التي تم نقل المصابين إليها, للاطلاع والاطمئنان على وضعيتهم الصحية. وأدان وزير الداخلية هذا العمل الإجرامي الآثم, كما تقدم باسم حكومة صاحب الجلالة بأحر التعازي لعائلات الضحايا وذويهم متمنيا الشفاء العاجل للمصابين. وأكد الشرقاوي أن المغرب سيواصل بكل عزم وإصرار محاربته للارهاب والتصدي له بكل الوسائل القانونية وفي إطار التعاون مع البلدان الشقيقة والصديقة. من جهة أخرى أقيمت صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة بكل مساجد المملكة على ضحايا الحادث الإجرامي الذي شهدته مدينة مراكش. وقد علمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصدر جيد الإطلاع أن القنصل الشرفي للجمهورية الروسية يعد لوصول وفد رفيع المستوى من روسيا بعد أن وصل إلى علم موسكو خبر وجود رعيتين روسيين ضمن ضحايا انفجار مقهى «أركانة». وقالت ذات المصادر، أن سر تحرك القنصل الشرفي بشكل لافت وتنسيقه مع السلطات المغربية كي «يحظى مصابان روسيان بعناية شديدة»، إلى أن الأمر يتعلق «برومان سيليزنيو, إبن نائب بالغرفة السفلى الروسية «الدوما»، [اليري سيليزنيو] وكان رومان سيليزنيو، الذي اجريت له عملية جراحية على وجه الاستعجال بإحدى مستشفيات مراكش، رفقة زوجته سفيتلانا سيليزنيوا، التي اصيبت بجروج خفيفة. وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة «جوروزاليم بوست» إلى أنه من بين ضحايا انفجار «اركانة» سيدة اسرائيلية حامل ، اسمها ميشال زكري تبلغ من العمر 30 سنة، كما لقي حتفه ايضا في هذا الانفجار، زوجها اليهودي من أصول مغربية مسعود أوزمان البالغ من العمر 32 سنة. وذكرت «جوروزاليم بوست» أن الوحيد الناجي من هذه الاسرة الصغيرة طفلهما دافيد يوسف البالغ من العمر 3 سنوات الذي تركاه لدى جده بمدينة الدارالبيضاء. وارتباطا بالموضوع، ذكرت وزارة الداخلية، أمس الجمعة أنه تم تحديد هوية سبعة قتلى من بين ال15 ضحايا الاعتداء الذي استهدف مقهى «أركانة» بمراكش. وأضح بلاغ للوازارة، أن الامر يتعلق بمغربيين وفرنسيين وكنديين، وهولندي واحد. وكانت الصحافة الفرنسية، قد تحدثت منذ امس الاول عن وجود أكثر من ست ضحايا فرنسيين من بين قتلى الانفجار، وأشارت إلى أن إثنين منهما ينحدران من مدينة مرسيليا. هذا في الوقت الذي أعلن فيه مسؤول في الخارجية الهولندية، كريستوف كامب، أن من بين الضحايا هولندي دون أن يحدد هل الامر يتعلق برجل أو امرأة . كما أنه في خضم الحديث عن وجود ضحايا ضمن الرعايا البريطانيين، بعد أن أشارت الصحافة البريطانية إلى إمكانية وجود ضحية انجليزي ضمن ضحايا «أركانة»، نصحت الخارجية البريطانية مباشرة بعد انفجار «أركانة» رعايها المتواجدين بالمغرب بعدم الاقتراب من ساحة جامع الفنا.