تواصلت على مدى يومين أشغال الملتقى الفكري الذي نظمت في إطار فعاليات النسخة ال 30 من أيام الشارقة المسرحية، تحت عنوان "المسرح والبحث الأكاديمي: الإشراقات والإشكاليات". حيث ناقش مجموعة من الباحثين واقع البحث الأكاديمي، ودوره في إنتاج معارف ورؤى جديدة، إلى جانب تدخلات لأساتذة وضيوف خلصت إلى ضرورة تجاوز الاحتفالية لإنتاج معارف جديدة بالمسرح. وتحدث في هذا السياق المخرج المخرج المصري مدحت الكاشف، الذي تناول الإشكاليات المرتبطة بهذا البحث منذ ظهور المسرح وما صاحبه من حركات حاولت التأصيل له بشكل علمي، إلى مرحلة الفترة المعاصرة حيث انتشرت المعاهد والأكاديميات المعنية بتدريس المسرح ودراسته وما برز منها من مشكلات أبعدت هذه الأبحاث عن الممارسة الإبداعية، مضيفا أنه لا بد من العمل على الإشراف على بحث علمي يحل كل هذه الإشكاليات من خلال طرح مجموعة من الأسئلة إلى غاية الوصول إلى نموذج من البحث وإلى عنصر من عناصر العرض المسرحي وهو الممثل. أما الباحث والمخرج السوري زياد العدوان، فقد تناول نقطة العلاقة العربية مع المسرح التي وصفت بالشكل الطوباوي، حيث رأى أن العرب تعرفوا على المسرح عن طريق الترجمات، كما ذكر في معرض مداخلته عن الكاتب العربي الذي كان يتسلح بالمعارف السياسية والاجتماعية للدفاع عن نظرياته، ولما حدثت طفرة على الانفتاح على مسارح عالمية أصبح المسرحيون العرب بحاجة الى معرفة صافية بالمسرح، حيث دعا عدوان من موقعه الى عدم التطلع كثيرا على التاريخ. من جانبه تحدث الباحث وأستاذ النقد المسرحي بالجزائر في معرض مداخلته حول الجسور التي يجب أن تبنى بين الاكاديميين والجامعيين والممارسين المسرحيين، حيث تناول الممارسة الفعلية ورأى أنه من الضروري تبادل وجهات النظر بين جل الأطراف سواء كانت فنية أو ثقافية، مشيرا إلى أنه على الجامعة الانفتاح على الدراسات الأنتروبولوجية والسيكلوجية والاجتماعية. أما لنشر ثقافة المسرح داخل البلدان العربية فقد أكد إبراهيم نوال على ضرورة أن يكون التواصل بين كل الجامعات العربية لخدمة المسرح العربي، كما أن طلبة الماجستر والدكتوراه عليهم أن يهتموا بما كتب من قبل وما قدمه الباحث العربي منذ 1912، مؤكدا أن المهرجانات المسرحية لعبت دورا أكبر من الأكاديمية، على حد تعبيره.