خلدت أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير اليوم الثلاثاء 28 فبراير، بفخر واعتزاز، الذكرى 59 لمعركة الدشيرة الخالدة والذكرى 41 لجلاء آخر جندي عن الاقاليم الجنوبية للمملكة، بما يليق بهذين الحدثين من برور ووفاء. وفي هذا الإطار نظمت المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، بقصر المؤتمرات بالعيون، مهرجانا خطابيا، بتنسيق مع السلطات المحلية والمجالس المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني. وأبرز المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بالمناسبة في كلمة تلاها نيابة عنه، المدير الإداري المركزي ياسين حمزة بالمندوبية السامية، ان معركة الدشيرة تعد محطة تاريخية كبرى في مسار الكفاح الوطني من اجل استكمال الوحدة الترابية واسترجاع الاقاليم الصحراوية الجنوبية. وأشار إلى أن هذه الذكرى تمثل صفحة مشرقة في سجل الكفاح الوطني ضد الوجود الاستعماري، وتخلد لأروع صور الشجاعة والشهامة والبطولة التي برهن عنها أبناء الصحراء المغربية ضمن طلائع أبطال جيش التحرير ملحقين خلال هذه الموقعة الغراء هزيمة كبرى بقوات الاحتلال الأجنبي المدعمة بأحدث العتاد الحربي والطائرات الحربية. وأضاف أن تخليد هذه الذكرى مناسبة لاستحضار ما يزخز به تاريخ حركة المقاومة الوطنية، في هذه الأجواء الطافحة بمشاعر الفخر والاعتزاز لتخليد الذكرى، من مظاهر الوحدة والتلاحم بين المغاربة من أقصى تخوم الصحراء إلى أقصى ربوع الشمال في مواجهة الاستعمار الأجنبي. وذكر بأن الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد وقف في مواجهة الأطماع الإستعمارية ومخططات التقسيم والتجزئة للوطن الواحد ، ولم تنل مؤامرات الاستعمار ومناوراته من عزيمة المغاربة الراسخة وإيمانهم القوي في مقاومة الوجود الأجنبي والتصدي لكل أشكال طمس الهوية المغربية والمس بالمقدسات الدينية والوطنية. وسجل أن أبناء الصحراء المغربية، ووفاء للمقدسات ولروابط البيعة والتمسك بمغربيتهم، بادروا الى الانخراط بكل حماس في صفوف منظمات المقاومة والخلايا الفدائية مساهمين في معركة التحرير التي تكللت بالنصر المبين والعودة المظفرة للمغفور له محمد الخامس رضوان الله عليه إلى ارض الوطن حاملا مشعل الحرية والاستقلال. وأضاف أن أسرة المقاومة تستحضر، بهذه المناسبة، بإجلال وإكبار ما تختزنه من دروس وعبر طافحة بالمثل والقيم، التي ما أحوج الأجيال الناشئة إلى أن تغترف من معينها الفياض، وتنهل من ينابيعها المتدفقة، والاهتداء بأقباسها وأنوارها للانخراط والانغمار في مسلسل الجهاد الأكبر، والمشاركة في إذكاء إشعاع المغرب الحضاري وتأهيله لمواجهة التحديات وكسب رهان التنمية الشاملة والمستدامة والتنمية البشرية، وإنجاز المشروع المجتمعي الحداثي الديموقراطي الذي يقوده ويرعاه الملك محمد السادس نصره الله بحكمة وتبصر وبعد نظر. وجدد التأكيد على التعبئة المستمرة والتجند الموصول لسائر فئات وشرائح المجتمع الوطني وللقوى الحية ولكل الشعب المغربي من اجل الدفاع عن الوحدة الترابية المقدسة وتثبيت المكاسب الوطنية، مبرزا ان الشعب المغربي في التحام وثيق مع ملكه المفدى لإفشال مخططات ومناورات خصوم الوحدة الترابية والمتربصين بالحقوق المشروعة للوطن الذين يتمادون في محاولاتهم اليائسة للنيل من الوحدة الترابية والسيادة الوطنية. وثمن بالمناسبة مضامين الخطاب التاريخي للملك محمد السادس، ليوم 6 نونبر 2016 بمناسبة الذكرى 41 للمسيرة الخضراء المظفرة، الذي وجهه إلى الأمة من العاصمة السنيغالية دكار، والذي حمل اشارات ورسائل قوية تعكس الاجماع الافريقي حول قضية وحدة المغرب الترابية، وبالخطاب التاريخي الذي ألقاه الملك محمد السادس خلال القمة 28 للاتحاد الافريقي ،بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا، والذي كان صريحا وقويا وخارطة طريق للرؤية التنموية للمغرب بافريقيا، مشيدا بالانتصار الباهر والمستحق الذي حققه المغرب بالعودة المظفرة للمملكة الى أسرتها الإفريقية، والتي تعتبر بمثابة ضربة قوية لخصوم وحدة المغرب الترابية. وقد تم بالمناسبة تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم العيون، عربون وفاء وبرور بما استرخصوه من نفس ونفيس وما قدموه من تضحيات جسام في ملحمة الحرية والاستقلال، والوحدة الترابية، وتعدادهم ستة عشرة منهم ثمانية متوفين. وفي سياق العناية الموصولة بالفئات الاجتماعية من ذوي الاحتياجات ومن هم في حالة العسر المادي بهذا الاقليم المجاهد، خصصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إعانات مالية لفائدة 124 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم ، تقدر ب مليون و 627 الف و 310 درهم، عرفانا لما أسدوه خدمة للوطن. كما تم بالمناسبة، تسليم شهادة تقدير وعرفان ممنوحة للمقاوم المرحوم بابيت الوالي من لدن الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب بمناسبة التئام الدورة 26 لجمعيته العمومية بالمملكة الأردنية الهاشمية من 17 الى 21 أبريل 2016. وعلى صعيد اخر، ذكر أن التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية نظمت بتعاون مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في الفترة المتراوحة ما بين 3 و15 فبراير 2017 برنامجا طبيا لفائدة 1570 شخصا من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير و ذوي حقوقهم، بمدن تزنيت، وسيدي ايفني، وكلميم، وطانطان، وطرفاية، وبوجدور، والداخلة، و السمارة، و طاطا، في اطار اتفاقية التعاون والشراكة التي تربط التعاضدية العامة لموظفي الادارات العمومية بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بالإضافة إلى الحملة الطبية التي نظمتها النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالعيون والجمعية المغربية للتداوي والتوعية الصحية في تخصص الالتهاب الكبدي الفيروسي وأمراض الكلي. وكان والي جهة العيون الساقية الحمراء، عامل اقليمالعيون يحظيه بوشعاب، قد قام رفقة عدد من ممثلي المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، والمقاومين، والمنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية، بزيارة لمقبرة الشهداء بالجماعة القروية الدشيرة، للترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا خلال معركة الدشيرة، وعلى روح المغفور له محمد الخامس ورفيقه آنذاك في الكفاح الحسن الثاني طيب الله ثراهما.