بعد مرور 3 أيام، على تكريمه في المباراة التي جمعت الجمعة 4 أكتوبر الجاري، قدماء المنتخب المغربي بقدماء فريق ريال مدريد الاسباني، أُعلن في الرباط، الثلاثاء 8 أكتوبر، عن وفاة المدرب "المهدي فاريا"، الذي قاد فريق الجيش الملكي إلى تحقيق العديد من الألقاب المحلية والقارية، كما كان قائد ملحمة الأسود في مونديال المكسيك 1986. فاريا البرازيلي العاشق للمغرب وقائد ملحمة الأسود في المكسيك "المهدي فاريا" البرازيلي الذي عشق المغرب بحجم عشقه لكرة القدم، حقق مع فريق الجيش الملكي، الذي قاده من 1982 إلى 1990، العديد من الألقاب في الوقت الذي كانت ميزانية الفريق جد متواضعة مقارنة مع ما هي عليه اليوم، واستطاع تكوين فريق تألق أمام أقوى الأندية العربية والإفريقية خلال فترة الثمانينات، أبرزها فريق الزمالك المصري الذي كان يشكل قوة استثنائية في تلك الفترة، حيث جعل من الجيش زعيما للأندية المغربية، بعد أن جعل منه أول فريق مغربي يتوج ببطولة قارية، الرجل نفسه، كان صاحب الانجاز العالمي الوحيد، الذي أخرج مختلف فئات الشعب المغربي إلى الشوارع احتفالا بإنجاز المنتخب في مونديال المكسيك 1986، كأول منتخب عربي وإفريقي يتأهل إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم، وظل إلى اليوم الفريق العربي والإفريقي الوحيد الذي "تصدّر" مجموعته، حيث تصدر المجموعة السادسة، أمام منتخبات كانت ترعب العشب قبل الخصم، وخلق من اللاعبين المغاربة، منتخبا قويا جابه منتخبات إنجلترا والبرتغال، اللذان كانا يضمان نجوما كبيرة آنذاك، واستطاع بلوغ دور ثمن النهائي وهو الإنجاز الوحيد المسجل للمنتخب عالميا إلى اليوم، "فاريا" قاد النخبة الوطنية في ثمن النهائي أمام المنتخب الألماني (ألمانيا الغربية سابقا)، في مباراة انهزم فيها الاسود بصعوبة بهدف من ضربة حرة غير مباشرة نفدها "لوثر ماتيوس" بطريقة مباشرة، وخرج المنتخب المغربي مرفوع الرأس تحت تصفيقات الجماهير، وأصبح بعدها حديث الصحف العالمية. فاريا والحسن الثاني كثيرا ما تحدث الراحل "فاريا" عن الحسن الثاني بفخر، وكشف أن علاقته به تجاوزت كرة القدم، بعد أن كان يستدعيه لملعب الغولف بالرباط، "فاريا" الذي كان يعتبر كرة القدم "ملكة الرياضات"، ولم يحب يوما الغولف، كان يستمتع بالحديث عن الحسن الثاني العاشق لكرة القدم، على ملاعب الغولف، وكان قد خرج في حوار كذب من خلاله كل ما كان يروج حول تدخل الراحل الحسن الثاني في تشكيلة المنتخب، مؤكدا أن الراحل الحسن، كان يفتخر بإنجازات الجيش والمنتخب، دون تدخل في التفاصيل. رحل "فاريا"، ولم يرحل تاريخ الرجل، الذي سيظل محفورا في ذاكرة جماهير الجيش الملكي، وفي خزانة الفريق، كما سيظل بذاكرة الشعب المغربي، كقائد لملحمة الأسود في العرس المونديالي "مكسيكو 86."