في خطوة مفاجئة أثارت ردود فعل قوية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على عدد من الدول العربية، في مقدمتها الجزائروالعراق. هذا القرار، الذي يدخل حيز التنفيذ بدءًا من منتصف الليل، يهدف إلى مواجهة السياسات التجارية لبعض الدول التي تُعتبر وفقًا لإدارة ترامب منافسة للاقتصاد الأمريكي، مما يضع الجزائروالعراق في مرمى العقوبات التجارية الأمريكية. القرار الذي أعلن عنه ترامب في كلمة له مساء الأربعاء 2 أبريل 2025، يفرض رسومًا جمركية مرتفعة للغاية على العراق (78%) والجزائر (59%)، وهو ما يراه البعض صفعة اقتصادية من الولاياتالمتحدة لهذه الدول. هذا التفاوت في الرسوم الجمركية يعد بمثابة رسالة قوية من واشنطن لهذه البلدان، التي قد تعاني من تبعات هذه السياسات المتمثلة في تقليص حجم التجارة معها، مما يؤدي إلى نقص الواردات وارتفاع الأسعار على المستهلكين. في المقابل، اختارت دول أخرى مثل الإمارات والسعودية والمغرب فرض رسوم منخفضة تصل إلى 10%، وهو ما قد يعزز من مكانتها كمراكز تجارية إقليمية ويتيح لها فرصة الاستفادة من تدفقات التجارة التي قد تتحول إلى هذه الدول بعيدًا عن العراقوالجزائر. ترامب، الذي وصف هذه السياسات بأنها "إعلان الاستقلال الاقتصادي" لأمريكا، أكد في خطابه أن الرسوم الجديدة ستساهم في إعادة بناء الاقتصاد الأمريكي. وقال إن هذه الإجراءات ستساهم في توفير "تريليونات الدولارات" التي ستُستخدم لخفض الضرائب وسداد الديون الحكومية، مشيرًا إلى أن أمريكا ستعود "أغنى من أي وقت مضى". من الناحية الاجتماعية، يرى بعض الخبراء أن الدول التي ستواجه رسومًا مرتفعة مثل الجزائروالعراق قد تواجه زيادة في تكلفة المعيشة نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار السلع المستوردة. أما الدول التي ستظل الرسوم الجمركية فيها منخفضة مثل المغرب، فربما ستستفيد من استمرار تدفق المنتجات بأسعار معقولة، وهو ما قد يعزز من استقرار أسواقها المحلية. خبراء الاقتصاد يشيرون إلى أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تعميق الخلافات التجارية بين الدول العربية والولاياتالمتحدة، خاصة إذا استمرت واشنطن في فرض رسوم جمركية مرتفعة على بعض الدول. كما أن بعض الدول العربية، مثل العراقوالجزائر، قد تحتاج إلى استراتيجيات بديلة لتفادي التأثيرات السلبية على اقتصادها المحلي. هذا، ويظل التساؤل قائمًا حول مدى تأثير هذه الرسوم الجمركية الأمريكية على التجارة بين الولاياتالمتحدة والدول العربية. هل ستؤدي هذه الإجراءات إلى تحفيز الاقتصاد الأمريكي بالفعل، أم أن الدول مثل الجزائروالعراق ستعاني من آثار سلبية قد تُزيد من أعبائها الاقتصادية؟