يتجاهل مجموعة من المواطنين وعشاق الشواطئ التحذيرات الصادرة بشأن المناطق والأماكن التي أعلنت غير صالحة للاستحمام، الأمر الذي يعرض الصحة العامة لمجموعة من المخاطر. وجلبت هذه الظاهرة تحذيرات العديد من الأخصائيين الذين سارعوا، تزامنا مع بداية موسم الاصطياف، إلى إطلاق تحذيرات بشأن المخاطر التي يمكن أن يواجهها المواطنون في حال استحمامهم في الشواطئ التي أعلنت غير صالحة للسباحة. في هذا السياق، كشفت الدكتورة نادية رضوان، أخصائية في طب الجلد والتجميل، أن المغرب، كما العديد من الدول عبر العالم، يقوم بمراقبة دورية للشواطئ، من خلال أخذ عينات من مياه البحر ورمال الشواطئ وإخضاعها للفحص والتحليل، وبموجب النتائج يتم الخلوص إلى أن هذا الشاطئ صالح للاستحمام أو لا، وهو الأمر الذي يجب أن ينتبه إليه المواطنون. وأوضحت الدكتورة رضوان أن الفحص الذي يتم إجراؤه لمياه البحر ورمال الشواطئ يجري في مختبرات تحدد جودة المياه، حيث يتم البحث في العينات عن الميكروبات الموجودة في الماء، خصوصا البكتيريا والطفيليات. وأضافت ذات الطبيبة أن الفيروسات بشكل عام لا تستحمل كثيرا الشمس وأشعتها الحارة أو العيش في الوسط الخارجي، عكس الفطريات والبكتيريا الموجودة في مياه البحر، وخصوصا المكورات العنقودية والمعوية التي تحدث ضررا كبيرا للجهاز الهضمي من قيء وإسهال، وفي بعض الأحيان ترافقها بعض المشاكل الجلدية. وعن مصدر هذه الميكروبات والفطريات، سجلت المتحدثة أن في الغالب من براز الناس الذين يستحمون في الشواطئ، والنفايات التي يلقونها بها، داعية المصطافين إلى الامتناع عن القيام بهذه الممارسات الخطرة. وفي بعض الأحيان، تتسبب المعامل التي تلقي مخلفاتها في الشواطئ القريبة بدورها في انتشار هذه الميكروبات، حسب ذات الأخصائية، وهو ما يجعل بعض الشواطئ غير صالحة للاستحمام، بل قد تصبح في بعض الأحيان غير صالحة للعيش، مشيرة إلى أن هذا هو السبب في نفوق الحوت والسمك في بعض الشواطئ والمناطق، وفق تعبيرها. ونبهت الدكتورة نفسها إلى أن هذه الفطريات قد تصيب وجه الإنسان، كما يمكن أن تصيب الجلد، غير أن الأرجل تبقى الأكثر عرضة بحكم ملامسة القدم للرمال التي تحمل هذه الطفيليات، وهو ما يسبب تقشر الأطراف المصابة، منبهة إلى أن الأمر قد يتطور الأمر إلى حكة ثم التهاب قوي وتقرحات تنتقل من الشخص المصاب إلى الأشخاص الآخرين الذين يحتكون معه. وإلى جانب ذلك، حذرت ذات الدكتورة من تداعيات الإصابة بمرض "البهك" الذي تظهر أعراضه خلال مواسم الاصطياف ويكون في شكل بقع بنية اللون، مشيرة إلى أن المصاب قد يظن في بداية الأمر أنها ناتجة عن التعرض لأشعة الشمس الحارقة وقد يهملها، غير أن الأمر قد يتطور إلى مضاعفات أخرى تستدعي استشارة الطبيب. وعن نصائحها لتجنب العدوى، دعت الأخصائية في طب الجلد والتجميل إلى اتباع توصيات السلطات وعدم ولوج الشواطئ غير الصالحة للاستحمام، مؤكدة أن القرارات المتخذة بهذا الشأن تستند إلى أسس علمية وتحاليل تجرى على عينات في أكثر من مختبر، وفق المعايير العالمية. وفي حال حدوث الإصابة، أوصت الطبيبة نادية رضوان بتعقيم المنزل وكل أفراد العائلة بعد الاستحمام في هذه الشواطئ، وكذلك المصطافين الذين خالطوا المصاب.