مع انطلاق الموسم الصيفي بحرارته، والحرارة المفرطة أحيانا، تنطلق المشاكل الصحية الداخلية والخارجية، وأمام مفعول هذه الحرارة ولفحات الشمس، يلجأ الناس إلى البحث عن أماكن الاصطياف، فتعرف الشواطئ إقبالا كبيرا، ويسعى المواطنون جاهدين للارتماء عليها لترك عناء وتعب الدراسة والعمل. فبعد أخذ لحظات من السباحة داخل مياه البحر المالحة، يكون الشخص مضطرا للتمدد فوق الرمال للتمتع بأشعة الشمس التي سوف تؤثر لا محالة على جلده الخارجي، وربما سيصل ذلك إلى داخله، وهناك عوامل أخرى تصيب الجلد.. هذا ما سنتعرف عليه في لقائنا بالدكتور ميمون شوراق أخصائي في أمراض الجلد والشعر والأمراض المنقولة جنسيا وأمراض الحساسية وطب التجميل. > س: إن الشمس كما أرادها الخالق عز وجل ضرورية للحياة ولهذا فإن التعرض لأشعتها له منافع عدة، لكن عدم الإلمام والوعي بطريقة هذا التعرض يمكن أن يسبب مساوئ وأضرارا قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، ولهذا كيف يمكن لنا أن نحسن طريقة هذا التعرض وتجنب هذه الأضرار؟ ج: أرجو بادئ ذي بدء أن أوجه شكري لهذا المنبر الإعلامي على هذه الالتفاتة الهامة لمثل هذه المواضيع الحساسة والتي لها وعليها الكثير. وإجابة على سؤالكم أقول أن لأشعة الشمس منافع بيولوجية ونفسية إيجابية على الإنسان وعلى بشرته. فهي تقي الإنسان من الإصابة بالكساح LERACHITISME عند الطفل إبان النمو (15 دقيقة كافية للتعرض للشمس في اليوم) تتيح للبشرة الاحمرار (COUP DE Soleil) ثم البرنزة أو الاسمرار (Bronzage)، حسب مدة التعرض، وحساسية الشخص أو نوع البشرة وحسب لونها: أسمر، أشقر أو أصهب، وأخيرا نفسيا تحارب الكآبة: La dépression أمام هذه المزايا هناك مساوئ أو أضرار من أهمها: الشيخوخة المبكرة للبشرة ولا سيما عند النساء. الأمراض الجلدية من الحبوب إلى التمخيط الشمسي "Elastase Solaire" إلى زوال الاصطباغ "Dépigmentation" إلى الأعراض التي قد تكون خطيرة كالأمراض السرطانية إلى الورم القتاميني: mélanome والذي هو سرطان خاص بالبشرة وخطير جدا لحسن الحظ أنه قليل ونادر عندنا > س: فماذا عن الوقاية؟ ج: بمعالجة وبطريقة مبسطة جدا، هناك الوقاية الطبيعية التي رزقنا الله إياها وهي الشعر بالنسبة للرأس وحاجز البشرة ومكوناتها من خلال الدهنيات خاصة الموجودة على سطح الجلد والحاجز القيتامينية والخلايا التي تمتص أكثر من 90% من الأشعة (UY) التي تخترق الحاجز البشري. وهناك الوقاية الشخصية والذاتية، وأحسن وقاية هي الملابس، من قميص ومظل ونظارات وتجنب التعريض الطويل والمفرط والمباغت لأشعة الشمس وفي أوقات تكون الشمس محرقة (ما بين العاشرة صباحا والثانية زوالا). وأخيرا استعمال العاكس أو الحاجز الشمسي: (ECRAN SOLAIR) ولهذا وحتى يستفيد المصطاف من منافع الشمس وبدون ضرر على بشرته وصحته، عليه أن يلتزم بقواعد بسيطة وهي: أن لا يتعرض، ولا سيما في الطفولة بطريقة مفرطة للأشعة، وأن يتجنب التعرض مابين العاشرة والثانية زوالا، وهو منبطح على الرمل بدون حركة، فالتعرض للشمس يجب أن يكون تدريجيا، مثلا نصل ساعة للشمس ثم الاستحمام في البحر لبضع دقائق، ثم المكوث تحت المظلة مرتديا القميص والنظارات. أن يجتنب استعمال الدهنيات والعطور وبعض الأدوية التي تفرز حساسية تحت تأثير الأشعة، وهنا لابد من استشارة الطبيب في هذا الشأن وفي شأن استعمال العاكس الشمسي الذي يختلف حسب نوع البشرة ومدة التعرض وقوة الأشعة ومكان الاصطياف. وهنا لابد من التأكيد بالنسبة للأطفال أن يكون الآباء والأولياء حريصين على ألا يتعرض أبناؤهم للأشعة في صغر العمر بصفة مفرطة وغير تدريجية وغير مراقبة. في الأخير وكما يقول المثل «الشمس يسطع أو يلمع والتهور أو عدم التبصر يعرض صاحبه للحريق» هذا التدهور الذي قد يعرض صاحبه إلى الرعاف أو الضربة الشمسية وقد يؤدي حتى إلى إصابته بورم البشرة MELA NOM ، لذلك يجب على المصطاف تجنب القيلولة تحت الأشعة المحرقة وتجنب الاستمرار في ذلك بطريقة غبية..