انطلقت بالصين أمس الأربعاء الاحتفالات بحلول سنة الثعبان، وهي مناسبة يخلد فيها الصينيون بداية سنة قمرية جديدة أو "عيد الربيع". ويحظى الصينيون خلال هذا الحدث، الذي يشكل أهمية كبيرة في ثقافة البلد الأسيوي، هذا العام بعطلة تمتد على مدى ثمانية أيام، حيث يتم تزيين المدن في جميع أنحاء البلاد بزينة حمراء احتفالية ترمز للثعبان، شعار العام الصيني الجديد. ويستمد انتشار اللون الأحمر الذي يرمز للحظ والازدهار والفرح، رمزيته من الأساطير الصينية، لاسيما نيان، التي تحكي عن مخلوق خرافي أرعب القرويين حتى اكتشفوا نفوره من اللون الأحمر والأصوات العالية. ويعود تاريخ مهرجان الربيع إلى آلاف السنين. ويتفق المؤرخون على أن العديد من العادات التي يتم الاحتفال بها في هذه المناسبة تعود إلى عهد سلالة هان (206 قبل الميلاد – 220 بعد الميلاد ). ويعتبر عصر هان الحقبة الذهبية للحضارة الصينية القديمة، حيث كرس تقاليد من قبيل رقصات الأسد والتنين، وتبادل الأظرفة الحمراء، والتجمعات العائلية. وتشكل التجمعات العائلية أحد أبرز تقاليد الاحتفال بالعام الصيني الجديد، حيث يسافر مئات الملايين من الصينيين خلال فترة تستمر 40 يوما قبل الأعياد وأثناءها وبعدها للقاء أسرهم وعائلاتهم. ويتعلق الأمر بأكبر تنقل في العالم تستفيد منه على الخصوص المناطق القروية من تدفق الأموال والأنشطة، في مقابل تراجع مؤقت للدينامية الاقتصادية في المدن الكبرى. وتعرف مختلف وسائل النقل اقبالا كبيرا خلال هذه الفترة. وتتوقع السلطات الصينية إجراء أكثر من تسعة مليار رحلة بين المناطق هذا العام. وبالنسبة للوجهات الدولية، ت شير البيانات إلى أن حجوزات المسافرين الصينيين ارتفعت بنسبة كبيرة بلغت 48 بالمائة خلال فترة الأعياد (28 يناير – 4 فبراير) مقارنة بسنة 2024. ويلاحظ المتتبعون تفضيلا واضحا للسياح الصينيين للدول الآسيوية القريبة، وخاصة تلك التي تقدم إجراءات دخول مبسطة. ومع ذلك، فإن الوجهات السياحية المفضلة لدى المسافرين الصينيين تبقى متباينة. وبينما عرفت تايلاند، المفضلة عادة للسفر، انخفاض حجوزاتها بنسبة تصل إلى 15 بالمائة مقارنة بالعام السابق، برزت اليابان وماليزيا كوجهتين مفضلتين جديدتين، مع زيادات بلغت 86 بالمائة و79 بالمائة على التوالي. ويشير اختيار الوجهات لاحتفالات رأس السنة القمرية الجديدة، بحسب الخبراء، تطور ممارسات السياحة في الصين وآسيا بشكل عام، ويشكل مؤشرا مهما على حيوية الاستهلاك على المستوى الإقليمي، فضلا عن العودة التدريجية إلى الديناميات التي كانت سائدة قبل الوباء. المصدر: الدار- وم ع