يستعد الصينيون في جميع أنحاء العالم للاحتفال بعيد رأس السنة الصينيةالجديدة، والتي تسمى "عام الخروف"، حسب التقويم الصيني ومنازل القمر في التراث الشعبي، وهو أهم الأعياد لدى الأمة الصينية، وأكثرها بهجة وحبورا. توارثت تقاليده أجيال الشعب عن أسلافه عبر أكثر من أربعة آلاف سنة من التاريخ، حيث يجتمع فيها أفراد العائلات، ويتم تبادل الزيارات، ويتلقى الأطفال هدايا ومبالغ ماليَّة في أظرفة حمراء من أسرهم. رأس السنة القمرية الصينية تعتمد رأس السنة الصينية على التقويم القمري والشمسي معا، ويختلف موعدها من سنة إلى أخرى، ولكنه يقع دائما بين أواخر يناير ومنتصف شهر فبراير. وتُقيَّم السنة الصينية في التراث الشعبي بمنازل القمر على أسماء الحيوانات، وهناك 12 منزلا في الدورة القمرية، وأول السنوات ال12 يبدأ بسنة الفأر، تعقبها سنوات الثور، والنمر، والأرنب، والتنين، والحية، والحصان، والخروف، والقرد، والديك، والكلب، والخنزير. وتقول الأسطورة إن "بوذا" دعا كل الحيوانات للمجيء إليه، قبل أن يرحل عن الأرض، ولم يأت سوى 12 حيوانا لتوديعه، ومكأفاة لهم على ذلك سمى كل سنة بإسم كل واحد حسب ترتيب وصولهم. وليس الصينيون فقط وحدهم الذين يحتفلون بهذه المناسبة، وإنما أيضا الجماعات العرقية الكثيرة المتأثرة بقوة بالثقافة الصينية، مثل اليابانيين، والكوريين، والمنغوليين، والفيتناميين، والتيبتيين، والنيباليين، والبوتانيين، وأيضا أحد الأقليات الماليزية. النقل و المواصلات في "تشوان جيي" يصل عدد المسافرين مع اقتراب السنة الجديدة، أو بما يسمى عطلة الربيع إلى 100 مليون مسافر يوميا. وستخضع منظومة النقل الصينية لإختبار خلال "تشوان يوين" فترة السفر التي تستمر غالبا لأربعين يوما بمناسبة عيد الربيع الذي يوافق ليلة 18 فبراير من هذا الشهر. وبدأت إجمالي 860 ألف حافلة رحلات بالفعل وخلال عطلة نهاية الأسبوع، زاد عدد القطارات إلى 5 آلاف وتحمل متوسط 6.8 مليون مسافر يوميا، بحسب وزارة النقل الصينية. وطلبت الوزارة من سلطات النقل المحلية تعزيز جهودها لتنظيم المواصلات وضمان توافر مركبات كافية، كما أمرت السلطات المحلية التأكد من الأمن خلال فترة "تشوان يوين" عبر تحسين الإشراف على شركات النقل ومحطات الحافلات والموانيء. أما بالنسبة للنقل الجوي، فقد توقعت سلطات الطيران المدني أن تكون هناك أكثر من 14 ألف رحلة جوية ستحمل أكثر من 1.2 مليون مسافر. تقاليد وأعراف السنة الصينية تبدأ مظاهر الإستعداد بالسنة الجديدة من اليوم الثالث والعشرين في الشهر الأخير من السنة حتى آخر يوم في السنة، حيث يشتري الصينيون مستلزمات العيد، ويعدّون الأطعمة اللذيذة، وينظفون المنازل، ويزينونها بزينة العيد، كلصق الأعمال الورقية المقصوصة التي تشير إلى قدوم الحظ على الأبواب والشبابيك وغيرها، كما يطغى اللون الأحمر أكثر خلال أيام الإحتفالات. وفي أول يوم من السنة الجديدة يبدأ التزاور بين الأقارب والأصدقاء لمباركة السنة الجديدة. يعتبر عيد الربيع فرصة للم شمل الأسرة حيث يعود كل مسافر إلي بيته، وخاصة بيت الأبوين، ليقضي مع أفراد عائلته أيام العيد للاحتفال، وفي إعداد الوجبات اللذيذة. وهناك أهمية رمزية للأطعمة المقدمة خلال الاحتفالات، إذ أنها تجلب معها الثروة والسعادة والحظ الحسن. والأكلات التي تحمل أسماءها معان إيجابية تحمل أشياء حسنة أيضا، منها وجبة السمك، وأكلة «الزلابيات»، ويجلب أكلها الحظ الحسن والثروة في السنة الجديدة، وأكلة «القدر الساخن» التي تشمل اللحم وفواكه البحر، وهما من الأكلات التقليدية في العيد. كما يعتاد الجميع تزيين المنازل بالفوانيس الحمراء والزينات المختلفة، ويشعلون المفرقعات، ويبارك بعضهم البعض بالعيد. الأنشطة الاحتفالية بالعيد كثيرة ومتنوعة، فإلى جانب رقصة الأسد والتنين المألوفتين، هناك عرض لعبة الطوّالة ورقصة المراكب التقليدية. وفي بعض الأماكن في الصين، لازال الأهل يتابعون تقاليد أجدادهم في القدم البعيد، وذلك برفع الصلوات في المعابد التي تمتلئ بسُحُب البخور، طلبا للأمن والسلام في العام الجديد. شجرة البرتقال في الصين ترمز إلى الوحدة والكمال، وأوراقها الصغيرة ترمز إلى الثروة بينما ترمز فاكهتها إلى الوحدة، وجلب البرتقال والنارنج عند زيارة أسرة ما أو أصدقاء خلال العيد هو شيء أساسي. وهناك رمز آخر مهم للاحتفال بالسنة الجديدة، هو الصينية ذات الخانات الثماني المملوءة بالفاكهة المجففة، والحلوى، والسكاكر للترحيب بالضيوف والأقرباء عند قدومهم. واليوم ومع الحفاظ علي الملامح التقليدية للعيد أضاف الناس إليه مضامين جديدة ليكسبوه مذاقا عصريا، فيفضل البعض قضاء العيد في رحلة سياحية خارج الصين. والسبب أن عطلة الربيع تعتبر أطول عطلة في الصين ،ويفضل البعض الآخر إرسال تحياتهم وتبريكاتهم بالعيد إلى الأقارب والأصدقاء، عبر الهواتف، أو رسائل الجوال، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن، مهما تغيرت الوسائل يظل لم شمل الأسرة والاستمتاع بسعادة العيد، وبالمشاعر الحميمة بين الأقرباء والأصدقاء التي دوما يتطلع إليها الجميع جوهر هذا العيد دون تغيير.