بعد الجدل العارم الذي أثاره مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري حول إصابة بعض الملقحين ضد فيروس كورونا المستجد بالشلل بعد تطعيمهم، قررت وزارة الصحة الدخول على خط هذا الموضوع، والإدلاء برأيها بخصوصه. وفي لقاء تفاعلي عبر الصفحة الرسمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، أكدت البروفيسور رشيدة سليماني بن الشيخ، مديرة المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، أنه "تم رصد شلل لدى 7 حالات، حيث تم إجراء كل التحاليل الطبية اللازمة في المراكز الاستشفائية". وأضافت البروفيسور خلال اللقاء الذي بث يوم أمس الإثنين فاتح نونبر الجاري، أن "مرد إصابة الحالات المذكورة بالشلل سببه العياء، كما أنه قد يكون مرتبطا بأمراض أخرى"، مشددة على أن الأمر يكون عادة "أثرا جانبيا مؤقتا". ولا يعتبر ذلك المعطى الجديد الوحيد الذي كشفت البروفيسور تفاصيله، فقد أكدت أيضا أن المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية توصل ب 35 ألف تبليغ بخصوص المضاعفات الجانبية للقاح المضاد لكوفيد-19، موضحة أن 99.5 من الحالات المبلغ عنها تتعلق بمضاعفات "بسيطة جدا". وأوضحت ذات المتحدثة أن "52 في المائة من مضاعفات اللقاح سُجلت في صفوف الرجال، بينما اقتصرت على 48 في المائة على النساء"، ثم استدركت عند ذلك قائلة : "بصفة عامة، جميع الأدوية تكون لها مضاعفات جانبية". ولفتت المسؤولة الصحية إلى أن 80 في المائة من التبليغات المتوصل بها كان مصدرها المواطنون، بينما 20 في المائة منها تقدم بها العاملون في مجال الصحة. وأوضحت البروفيسور السليماني أن الحالات التي تصنفها منظمة الصحة العالمية مستعصية وتحتاج إلى رعاية مكثفة وتتبع طبي لا تشكل سوى 0.5 في المائة من الحالات التي تم الإبلاغ عنها في المغرب. وبخصوص الجدل المثار حول هذا الموضوع، أوردت البروفيسور أن "عدد الوفيات الطبيعية عادة يصل إلى 500 حالة يومية بالمغرب، لكن تزامن استعمال اللقاحات مع الوفيات هو ما يخلق لبسا وسط المواطنين". وشددت البروفيسور على أنه "يتم التحقيق عند حدوث أي وفاة، بل إننا ذهبنا إلى درجة التشريح الطبي في أربع حالات"، مبرزة أن "أغلب الوفيات في ما يتعلق باللقاحات تكون ناتجة عن الأمراض المزمنة التي يعانيها كبار السن، خاصة الذين يعانون من أمراض القلب والجهاز التنفسي". يذكر أن تسبب لقاح كورونا في الشلل لبعض المطعمين هو النقاش الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، بعد أن أكد عدد من الأشخاص تعرضهم لهذا العرض الخطير، ومنهم أستاذة جامعية صرحت بذلك لوسائل الإعلام، وأحد الأطفال الملقحين على مستوى مدينة تزنيت، فضلا عن أحد الفقهاء في منطقة تالوين ضواحي تارودانت، والذي أكد زميل له الموضوع في تسجيل صوتي انتشر كالنار في الهشيم على تطبيقات التراسل الفوري.