كانت الساعة السادسة صباحا من يوم الاحد 03 فبراير 2013 حينما و صلت سيارة السيد ” ح.ب ” و هو متقاعد عسكري سبق ان اعتقل من طرف عصابة البولزاريو و قضى 15 سنة بمخيمات العار و الدل ، كان الحاج و هو البالغ من العمر 77 سنة رفقة مجموعة من العمال جاء بهم للعمل معه في اشغال بناء احد المنازل بالدشير عمالة انزكان ، كانوا 4 شبان بالإضافة الى الحاج … الى هنا يبدو الامر عاديا ، و لكن و في حدود الساعة السادسة وصل الحاج الى مدخل ايت ملول و بالضبط احد الحواجز الامنية ، ثم توقيف الحاج ثم التحقيق في هوية المرافقين و تمث مسالة الحاج عن هوية من معه ، تفتيش دقيق و اسئلة غريبة في نطر العسكري المتقاعد “الحاج ” جعلته يسال احد رجال الامن بالحاجز : ” اش هاد الزيار ياك لاباس اسي محمد ” ليجيبه بشكل طبيعي :” اودي دوك الدراري ديال الامازيغ الله اهديهم غادي اتجمعوا ف انزكان هاد الصباح ، و عندنا التعليمات ف هاد الموضوع ” و هنا مربط الفرس كما يقولون حيت يمكن استنتاج الاستراتيجية الامنية التي و ضعت لمواجهة مسيرة توادا حيت يمكن و صفها ” باستراتيجية التحكم في كل الابواب المودية الى مكان التظاهرة مند منتصف ليلة السبت ، و تدقيق المراقبة و التفتيش ، خاصة مع الشباب ، امر يتضح اكتر مع الانزال الامني بمحطة انزكان و اكادير و تفتيش كل من حامت حوله الشكوك و نزع الاعلام الامازيغية من حامليها … استراتيجية اتفق الجميع انها بالفعل اترث على حجم المتظاهرين الدين تمكنوا فعلا للوصول الى مكان التظاهرة المحدد في الشارع الرئيسي امام سوق الثلاثاء بمدينة انزكان ، مكان تمث محاصرته بإحكام بكل اصناف المجموعات الامنية معززين بجيش من اعوان السلطة ، امر حال دون تمكن النشطاء الامازيغ الدين قدر عددهم باكتر من 600 متظاهر الدين استطاعوا تجاوز الحواجز الامنية المحكمة دون اعتقالهم او ارجاعهم الى حيت اتاوا ، و رغم دلك و فجأة و رغم الانزال الامني و تماما كما اتفق و اصر على دلك المتظاهرين ، خرج حوالي 200 من النشطاء الامازيغ من جنبات المحطة الطرقية بعد ان استجمعوا كيانهم خلف اسوار المحطة مسلحين بشعار ” مالوا مالوا هاد المخزن مخلوع ” و بالإعلام الامازيغية ، بألوانه الاربعة المعروفة : الأزرق والأخضر والأصفر التي ترمز لألوان شمال أفريقيا : لون السماء والبحر لون الجبال والغابات لون الصحراء، مع حرف الزاي الأمازيغي مكتوبا بالأحمر في وسط العلم، وهو أحد حروف كلمة أمازيغ، و كذا كلمة إزوران Izuran التي تعني الجذور. تجمع مفاجئ و مباغت بعيدا عن اعين الامن ، تحدي لم يعجب و لم تستصغه الجهات الامنية التي كانت ربما واتقه من تحكمها في الوضع ، ليكون الرد قاسيا بالركل و الرفس و السب و نزع الهواتف النقالة و الاعلام الامازيغية و كل الالات الفوتوغرافية كان ابشعه ما تعرض له المسمى ” رشيد اوشطاين ” احد النشطاء بافران الاطلس الصغير التابع لإقليم كلميم وهو من منظمة تامينوت امام الملا ، امر لم ننجوا منه و مسنا نصيب من الامر و لولا تدخل المسؤول الامني الاقليمي بانزكان و احد ضباط القوات المساعدة ، اللدين انقدونا من عدوان شرس و مفاجئ من احد اعوان السلطة رفقة احد رجال الامن بزي مدني الدين نزعوا مني الت التصوير بشكل مهين و محاولة تصويري كأنني مجرم من طرف احد الموظفين بعمالة انزكان ، تدخل المسؤول الامني في الوقت المناسب حال و بكل صدق دون وقوع اعتداءا ” مدبرا ” نبهت اليه الزملاء معي قبل دلك بساعة على اعتبار انه مند ولوجي مكان التظاهرة و مند ان اجريت احد الاتصالات الهاتفية بعين المكان بأحد الحقوقيين ببلجيكا و احد اعوان السلطة رفقة شخص بزي مدني يراقباني بشكل دقيق حتى و اتناء جلوسي بأحد المقاهي المجاورة رفقة الزملاء ممثلي الجرائد الوطنية و المحلية . ” تاوادا انزكان ” او مسيرة انزكان باللغة العربية كانت و بدون شك كانت ستكون خطوة اخرى لمسار التغيير الذي تعيشه بلادنا في عهد الدستور الجديد و في طل رحلة الصيف و الشتاء التي يقودها جلالة الملك مند توليه العرش . و لكن ” توادا ” انزكان لم يتم التعامل معها و للأسف الشديد بهذا المنطق المستقبلي و تمث مواجهتها بالمنطق الامني ، ما فسره احد النشطاء الحقوقيين الاجانب الذي حضر المسيرة بقوله : ” انا ما وقع اليوم امامي رسالة الى كل الشعب المغربي و العالم الحر ، تؤكد على جدار سميك بين حلم المغاربة للديمقراطية و التعدد و هواجس الدولة تجاه الشعب ، بخلاصة اليوم اعلن هنا للمتظاهرين انا هناك حدود مسموح بها في مسيرة الحلم بالديمقراطية و احترام حقوق الانسان ، هدا الاخير الذي كان شعار الاحتجاج اليوم …” ويشار انا المسيرة منعت بقرار رسمي كما صرح لنا احد المسؤولين رفض ذكر اسمه و الذي صرح لنا :” نحن هنا لإعمال القانون و المادة 129 من الدستور واضحة ، نحن لم نعتقل احد و عندنا تعليمات بتجنب الافارط في استخدام القوات العمومية ، و في نفس الوقت حماية الامن العام ، على اعتبار ان التظاهرة ممنوعة كما تم الاخبار به امام الملا مند لحظات مضيفا التظاهر و الاحتجاج حق مشروع و مهمتنا حماية المتظاهر نفسه كما حماية الممتلكات العامة ، و الحال اليوم اننا لا نعرف من نحمي ، على اعتبار انه ليس هناك اية جهة قامت بالإجراءات القانونية للتظاهر ، و امام غياب أي طرف مخاطب في الموضوع كان لابد من قرار المنع حتى لا تتحول التظاهرة الى ما لا تحمد عقباه ..” رفض و منع استنكره العديد من النشطاء الامازيغ في حوارات جانبية اجريناه معهم بعين المكان ، حيت صرح لنا عبد الرحمان الراضي رئيس اللجنة الدولية للدفاع عن اراضي السكان الاصليين : ” انا ما و قع اليوم بانزكان يندرج ضمن مسلسل تتبعه اجهزة الدولة لمحاربة الوجود الامازيغي بالمغرب ، و اليوم تأكد لنا انا حكومة بنكيران جزء مكمل لهدا المخطط القديم لطمس هوية المغرب الامازيغية ، و هدا ليس مفاجئا بالنسبة الينا في الوسط الامازيغي …و في مقبل الايام سنقوم بحملة دولية سنعبئ لها كل افراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج و كل الهيئات و المنظمات و الافراد المحليين و الدوليين المدافعين عن حقوق الانسان و يمكن ان اقول لك انه بدأت بالفعل هدا الاتصالات في غالبية البلدان الاوروبية و الهيئات الحقوقية الدولية …” اما ” ا.ب” عضو منظمة ” ازرفان ” فقد دهب ابعد من دالك و صرح لنا : ” الذي و قع اليوم هو انتكاسة كبرى على مستوى الحريات العامة بالمغرب ، و هدا دليل انا دار لقمان على حالها ، و انا هناك حرس قديم لا يزال يدافع عن بقاء الوضع على حاله ، و استمرار حالة الظلم و الاعتقالات بصفة عامة من اساليب سنوات الرصاص ، لأنه لا يمكن تفسير ما وقع اليوم من اعتقال اكتر من 60 مناضل و مناضلة و اعتراض ميليشيا اعوان السلطة سبيل المواطنين في الشارع العام دون ان تكون لديهم نية الاحتجاج و سرقة هواتفهم النقالة ، انا ما وقع استنفار للحركة الامازيغية و الحركة قادرة على الرد و لتنتظروا دلك في القريب العاجل .” اما الناشط الامازيغي حسن باليزيد فقد اشار الى انه امام ما وقع اليوم امام عينبه من قمع و احتجاز و نزع الممتلكات …و حرص شباب الحركة الامازيغية على التحدي ، يجعلنا كامازيغ لا نخاف على مستقبل النضال و الحركة الامازيغية ، ليس بدعوى الثقة في السلطات و لكن لأننا اليوم و اتقون انا هؤلاء الشباب يؤمنون بقضيتهم كل الايمان ، و انا الجسم الامازيغي قد قام و خرج من مرحلة الى مرحلة اخرى لها حساباتها و لها مخططاتها . و عند سؤالنا لا احدى الناشطات الامازيغيات من منطقة امي نتانوت ، و هي خارجة للتو من عملية التحقق من الهوية بالمقر الاقليمي للأمن الوطني بانزكان ، صرحت لنا و هي ترفع علامة النصر و هي تشير الى احد رجال الامن المرابطين امام مقر الامن الاقليمي بانزكان : ” نحن لسنا عنصريين و لا فوضويين ، نحن اليوم مغاربة نحلم بمغرب يتساوى فيه الجميع امازيغ و عرب و غيرهم ، نحن اليوم تعرضتا لأبشع الاهانات و نحن اليوم لم نخرج إلا ضد هده الاساليب و شعارنا ” جميعا ضد الحكرة ” اما مطالبنا فهي بسيطة وواضحة ليس فيها أي مس لا بالأمن العام و لا بالمقدسات الوطنية كما يريد البعض ان يروج له مضيفتا و هي تكاد تنهار و تجهش بالبكاء ، نحن الشعب المغربي الامازيغي من حمى مولاي ادريس من بطش و قتل اعمامه الاعراب ، و نحن الشعب المغربي الامازيغي من خرج في ثورة الملك و الشعب للدفاع عن ملكنا المغفور له محمد الخامس ، و تعرضنا للقتل و الاعتقال و التعذيب و دلك وسام نفتخر به الى اليوم لأنه بتلك الوحدة و الالتحام بين العرش و الشعب تمكنا من هزيمة العدوان الفرنسي الغاشم و اعوانه من خوانة بني جلدتنا و الدين يتبجح علينا الكثير منهم اليوم بالوطنية …و نحن الشعب المغربي الامازيغي من خرج من كريان سنطرال للتوجه الى القصر الملكي للإعلان عن تشبتنا و تمسكنا بالحسن الثاني ملكا و اميرا علينا ضد انقلاب جنرالات العسكر و الامن و الدرك و السلطات …و نحن الشعب المغربي الامازيغي من التحم و صافح و زغرد و اخد الصور التذكارية مند ايام مع الاميرة للا سلمى و الامير مولاي الحسن في زيارتها المفاجئة و الغير الرسمية لساحة جامع الفناء بمراكش الم يقرا هؤلاء التاريخ ، كيف يعقل ان يكون جزاءنا اليوم نزع املكنا و تحقيرنا و اهانتنا نحن ابناء هدا الشعب الامازيغي البطل الذي قدم في اوقات الشدة تلك التضحيات…فمطالبنا اليوم في مسيرة ” توادا “واضحة وضوح الشمس انها : - الاعتراف بأمازيغية المغرب بعيدا عن سياسة رمي الرماد في العيون و المؤسسات الشكلية - الإقرار بكافة الحقوق الامازيغية، السياسية والهوياتية و الثقافية والاقتصادية و الاجتماعية. - إلغاء الضهائر و الاتفاقيات التي تصادر بها الدولة الأراضي والثروات من أبناء الشعب. - الإفراج الفوري عن معتقلي القضية الامازيغية بدون قيد أو شرط ورد الاعتبار للذين أمضوا فترة الاعتقال و حكم لهم بالبراءة. - الاستفادة الجماعية من الثروات البحرية، المنجمية و الفلاحية. - إعادة الاعتبار لرموز المقاومة وجيش التحرير: عباس المسعدي، عبد الكريم الخطابي، عسو اوباسلام، أمغار سعيد، زايد أحماد.