عبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس الخميس بمراكش، عن الإرادة المشتركة للبلدين في إرساء شراكة قوية والإعلان عن سلسلة من المبادرات لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وأبرز البيان المشترك، الذي صدر في أعقاب زيارة العمل التي يقوم بها فرانك فالتر شتاينماير للمغرب على رأس وفد هام من رجال الأعمال والبرلمانيين والمسؤولين الحكوميين، أن الوزيرين أشادا بالدينامية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية المغربية الألمانية ومستقبلها الواعد، وذلك بفضل التوقيع في شتنبر 2013، على (إعلان الرباط). وجددا، في هذا السياق، التزامهما بتفعيل (إعلان الرباط) الذي ينص على تعميق وتوسيع العلاقات الثنائية، في أفق وضع شراكة قوية بين المغرب وألمانيا، يضيف البيان المشترك. وأكدا، في هذا الإطار، أهمية تعزيز الحوار والتشاور السياسي لتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية وتشجيع التواصل بين المجتمع المدني بالمغرب وألمانيا. واتفق الجانبان، في هذا الصدد، على عقد اجتماع، خلال الفصل الثاني من 2015، يضم ممثلي الوزارات المكلفة بالطاقة والصناعة والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة يرأسه وزيرا خارجية البلدين أو بين الوزيرة المنتدبة وكاتب الدولة من أجل تبني خارطة طريق ترمي إلى تعميق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وسجل الوزيران بارتياح مستوى التعاون في الميدان التنموي الهام والمتنوع. وقد أفضت المفاوضات الحكومية التي عقدت بالرباط في أكتوبر 2014، إلى إعطاء دفعة جديدة لهذا التعاون والتطلع إلى آفاق الزيارة التي سيقوم بها للمغرب الوزير الفيدرالي للتعاون الاقتصادي والتنمية خلال سنة 2015. كما نوها بعقد الدورة الثانية للجنة الاقتصادية المختلطة التي انعقدت في شتنبر 2014 بالدار البيضاء، والتي أبانت، بالخصوص، عن مؤهلات هامة فيما يتعلق بالمبادلات التجارية والاستثمارات الألمانية بالمغرب. وسجل الوزيران بارتياح، أيضا، نتائج اللقاءات الاقتصادية والتي فتحت آفاقا جديدة للاستثمار الألماني بالمغرب وشجعت على إرساء توجه يرمي إلى النهوض بإمكانيات الاستثمار المشترك بإفريقيا. كما أشاد الطرفان بالتطورات المحققة في مجال الشراكة الطاقية، حيث جددا التأكيد على استعدادهما للعمل بشكل وثيق في ميدان الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وكذا على مستوى تطوير التكنولوجيات الطاقية المستدامة، فضلا عن إشادتهما بمشاركة المغرب كضيف شرف في دورة 2016 للمعرض الفلاحي ببرلين "الأسبوع الأخضر لبرلين". من ناحية أخرى، اتفق الطرفان على تعميق وتوسيع تعاونهما على المستوى الجامعي والثقافي ولفائدة الشباب، حيث أكدا أهمية تعزيز أكثر للحوار الثقافي وخاصة من خلال التعاون مع معهد غوته وتعزيز المبادلات بين الجامعات الألمانية والمغربية خلال سنة 2015، التي تعتبر مدعوة لتقديم مشاريع مشتركة للمكتب الألماني للمبادلات الجامعية. واتفق الجانبان، من جهة أخرى، على تنظيم أول سفر للإعلام والتشبيك بألمانيا، سنة 2015 وذلك في ميدان التعاون بين المتاحف. كما شدد الوزيران على أهمية تنظيم منتدى برلماني، والذي نص عليه (إعلان الرباط)، ليشكل هيئة ملائمة بالنسبة للبرلمانيين المغاربة والألمان لدراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز تعاونهما البرلماني. وجاء في البيان، كذلك، أن الجانب المغربي تقدم بالشكر لألمانيا على جهودها لمواكبته في إطار التعاون التنموي من أجل انجاز الأوراش الكبرى في ميدان الإصلاح المؤسسي والتحديث الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. وبعد أن أشادا بمستوى الشراكة المتميزة التي تربط المغرب والاتحاد الأوروبي، أكد الطرفان أهمية ترجمة مخطط العمل على أرض الواقع من أجل تفعيل الوضع المتقدم، الرامي إلى إرساء فضاء للقيم المشتركة وصولا إلى فضاء اقتصادي مشترك. وفي هذا السياق، أكد وزيرا خارجية البلدين إرادتهما في تعميق الحوار السياسي والاستراتيجي ومواصلة المفاوضات حول اتفاق للتبادل الحر كامل وعميق ومفيد للطرفين، وتحسين ربط المغرب بشبكات النقل والطاقة والبحث الأوربية، وتفعيل الشراكة من أجل الحركية في جميع أبعادها. كما اتفق الطرفان على العمل على تعزيز هذه الشراكة في إطار سياسة للجوار بمنظور جديد وإرساء رؤية استراتيجية طموحة تأخذ بعين الاعتبار المصالح والتحديات المشتركة، فضلا عن الاتفاق عن تنظيم مؤتمر حول الإقليمي خلال السنة الجارية وذلك في إطار شراكة دوفيل. وبخصوص زيارة العمل التي يقوم بها وزير خارجية ألمانيا للمغرب، عبر الوزيران عن ارتياحهما للنتائج الإيجابية لهذه الزيارة، واتفقا على التشاور بصفة منتظمة حول مستوى تقدم مختلف القضايا التي تم التطرق إليها خلال مباحثاتهما. وكان الوزير الفيدرالي للشؤون الخارجية الألماني قد استقبل أمس الخميس بالقصر الملكي بمراكش من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وبهذه المناسبة، سلم شتاينماير لجلالة الملك دعوة من الرئيس الفيدرالي يواخيم غاوك للقيام بزيارة رسمية لجمهورية ألمانيا الفيدرالية، حسب بلاغ للديوان الملكي.