شبهت فتيحة الحسني، زوجة كريم المجاطي الذي قتل هو وابنه آم بالسعودية في مواجهات مع السلطات السعودية وإحدى خلايا تنظيم القاعدة، (شبهت) عمر الحدوشي، أحد شيوخ السلفية الجهادية الأربعة كما عرف إعلاميا، بأبي جهل بل أكثر من أبي جهل، حيث قالت في رسالة مفتوحة إليه "أيها العالم الفحل! تعال لنتباهل لأنك لا تُعذر بالجهل!" وأضافت "هل ستُعذرُ بالجهل وأنت العالم الفحل عن قول وفعل ترفّع عنه أبو جهل! إذاً لا تغضب ولا تتعجب ولا تقل تلميذتي أساءت الأدب". فأم آدم المجاطي كما تفضل أن تسمي نفسها قالت إن الأفعال التي قام بها الحدوشي ترفع عنها أبو جهل. ما قيمة هذا التشبيه التفضيلي؟ قال عمر بن الخطاب كنت جالسا مع أبي جهل وشيبة ابن ربيعة، فقال أبو جهل: يا معشر قريش! إن محمداً قد شتم آلهتكم وسفه أحلامكم وزعم أن من مضى من آبائكم يتهافتون في النار، ألا! ومن قتل محمداً فله علي مائة ناقة حمراء وسوداء وألف أوقية من فضة! قال أبو جهل: "يا معشر قريش، إن محمدا قد أبي إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وشتم آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر ما أطيق حمله - أو كما قال - فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه فأسلموني عند ذلك أو امنعوني، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف، ما بدا لهم"، قالوا: "والله لا نسلمك لشيء أبدا، فامض لما تريد". فلما أصبح أبو جهل، أخذ حجرا كما وصف ثم جلس لرسول الله ينتظره وغدا رسول الله كما كان يغدو، وكان رسول الله بمكة وقبلته إلى الشام، فكان إذا صلى، صلى بين الركن اليماني والحجر الأسود، وجعل الكعبة بينه وبين الشام. فقام رسول الله يصلي وقد غدت قريش، فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل. فلما سجد رسول الله احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزما. منتقعا لونه مرعوبا. قد يبست يداه على حجره. حتى قذف الحجر من يده. فقامت إليه رجال قريش، وقالوا له: "ما لك يا أبا الحكم؟"، قال: "قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل لا والله ما رأيت مثل هامته ولا مثل قصرته ولا أنيابه لفحل قط، فهم بي أن يأكلني". فالتشبيه الذي أوردته أم آدم المجاطي له تبعات ومقتضيات، فإذا كان الحدوشي في نظرها يأتي أفعالا يترفع عنها أبوجهل وكان أبو جهل قد هم بقتل رسول الله، فإن المجاطي أرادت أن تقول إن الحدوشي مخدوش في دينه بل هو أيضا يحارب دين الله. وكان الحدوشي قد شن حربا ضروسا ضد المجاطي أم آدم ودعاها لأن تقرن في بيتها بدل مزاحمة الرجال في مواقع الفتنة وطعن في عرضها بعدما ثارت ثائرة بعض الجهاديين ضدها، حيث بينت النقاشات على الموقع الاجتماعي الفايسبوك أن فتيحة الحسني كانت وراء طلاق أنس الحلوي من إحدى زوجاته حسب اتهامه لها، وفتح هذا الموضوع جدلا واسعا وسط السلفيين الجهاديين، حيث اعتبر العديدون ومنهم الحلوي أن فتيحة الحسني تسعى إلى توظيف اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين لأغراض شخصية لا علاقة لها بالأهداف التي تأسست من أجلها اللجنة. وقامت بعدها فتيحة الحسني بتقديم استقالتها من هذه اللجنة. ويبدو أن معركة عناصر السلفية الجهادية متجذرة ووجدت في هذه الرسالة عنصرا للظهور إلى العلن وإلا ما خفي فهو أعظم مما ظهر للعلن. حيث هناك الكثير من المستور منه استغلال العائلات ماليا تحت مسميات عديدة وتلقي دعم من هنا وهناك باسم الدفاع عن المعتقلين الإسلاميين..وهذا ما عبرت عنه بقولها في الرسالة المفتوحة "الخلاف بيني وبينك ليس بجديد وما هذا التشهير والتنديد إلا الجزء البارز من جبل الجليد والشجرة التي تخفي الغابة والتي أثمرت ثمارا في غاية الغرابة". وبالنتيجة فإن غسيل السلفية الجهادية يكشف كذب وزيف ادعاءاتهم بالدفاع عن مصالح المعتقلين، ولكن لبَّ الموضوع وجوهره هو تحقيق أغراض شخصية جنسية ومالية. وهذا الغسيل الذي سبق أن نشرنا جزءا منه في وقت سابق يدل دلالة واضحة أنه لا علاقة لهؤلاء بالأخلاق الإسلامية ولا الأخلاق الإنسانية حيث ينهشون أعراض بعضهم البعض والعياذ بالله. وقد تتطور الأمور بعد وصف أم آدم المجاطي للحدوشي بأبي جهل.