لوحظ سلوك غريب على الأمير مولاي هشام هذه الأيام ويتعلق الأمر بإدمانه على الذهاب والإياب إلى منزل عبد الله حمودي، الباحث في الأنتروبولوجية، حيث أصبح يتردد على تمارة ويجلس عنده الساعات الطوال ومعروف عن مولاي هشام أنه لا يتردد على منازل أصدقائه أو المشتغلين معه، لكن حمودي نال هذه الحظوة جزاءا لأفكاره التي يعيرها لمولاي هشام بل يتكلف بكتابتها حيث يضع عليها مولاي هشام توقيعه. وتحول حمودي إلى ممثل لمولاي هشام، حيث قام يوم الخميس الماضي رفقة عبد اللطيف حسني، مدير مجلة وجهة نظر التابعة لمولاي هشام والتي تنقل مقالاته حتى لو نشرت في جريدة مغمورة، بحضور اجتماع لحركة 20 فبراير في محاولة لاختراق الحركة والركوب عليها وتأكيد دعم مولاي هشام للحركة. ويعتبر حمودي واحد من الكتاتبية الذين يتخذهم مولاي هشام لممارسة مكره ودهائه وللتآمر على البلد الذي منحه المكانة والجاه، ومولاي هشام بارع في مجال المكر والدهاء شبيها بجحا في الحكاية العربية وبحديدان الحرامي في الحكاية المغربية، فوجه الشبه موجود، لأن حديدان لحرامي في الثقافة المغربية معروف دائما بالممارسات الماكرة والخارجة عن السياق والمنطق والدين. حديدان بطل أسطوري للحكايات الشعبية، مشهور باسم "حديدان الحرامي" عند الأمازيغيين وباسم "جحا" في الشرق. يجمع بين الدهاء والغباء ويتميز بالوقاحة والتكبر، وفاق في غروره وغباءه النافذين كل الجهلاء، ويعاني من الجهل المركب حيث يجهل أنه يجهل مع العلم أنه شخصية ماكرة اخترقت شهرتها القرون الأجيال والأعمار. لكن حديدان لحرامي لم ينجز معروفا أبدا فهو ينطبق عليه المثل المغربي "جا يكحل ليها عورها" أو "بلارج جا يبوس ولدو عورو". ومرة سماه فرنساوا سودان من مجلة جون أفريك ب"إيز نو كود" وهو لقب أطلقه قديما الإنجليز على الصدر الأعظم للسلاطين المغاربة الذي كان لا يتقن شيئا، فبالله عليكم ماذا يتقن مولاي هشام غير مناوءة المغرب وابتزاز الدولة؟.