بعد أن وجد أسامة الخليفي، أحد زعماء ما تبقى من حركة 20 فبراير، نفسه خارج قيادة الحركة إثر الهيمنة المطلقة لجماعة العدل والإحسان والنهج الديمقراطي على صفوفها، وبعد أن تخلف إلى الصفوف الخلفية من مسيرات ووقفات الحركة، وبعد أن اصبح ممنوعا من الخطابة أمام خطباء الجماعة والحزب، أصبح يبحث عن أي مشجب يعلق عليه فشله، وأصبح يبحث عن أي وقفة احتجاجية حتى لو لم يكن يعلم بمضمونها وبأهدافها ليحشر نفسه فيها. وكما يقول المغاربة فإن "صياد النعام يلقاها يلقاها"، وقد لقيها أسامة الخليفي أكثر من مرة، آخرها عندما ذهب عند حدود الواحدة صباحا مخمورا ليساند إحدى جمعيات العاطلين التي احتلت المقر المركزي لحزب الاستقلال فتم طرده شر طردة وتعرض ل"البهدلة" التي لا ينساها أي إنسان شريف، ولأن أسامة الخليفي ليس كذلك فإنه سوف ينساها أو ربما هو لم يتذكرها لأن وضعه لم يكن طبيعيا. وقد تحول أسامة الخليفي إلى باحث عن اللذة في طرده وضربه، وكان هذا الشاب الذي يعاني من إعاقات عديدة أخطرها ما هو نفسي قد تعرض للضرب من طرف الأطباء المحتجين ضد سياسة ياسمينة بادو وقال له أحد الأطباء لا يمكن لباك ناقص ثلاثة أن يقود باك زائد 14 ولم ينج من بين يديهم إلا بعد تدخل رجال الأمن. وإمعانا في البحث عن إشباع مازوشيته يتحين أسامة الخليفي الفرص لينال حظه من الضرب والسب والشتم، ويتذكر الحاضرون يوما عندما حاول استفزاز أحد رجال الأمن واستعطفه رجل الأمن أن يذهب إلى حال سبيله لكن ظرافة البوليسي لم تعجب المناضل الفذ فبصق في وجهه فتلقى لكمة ليحولها إلى اعتداء همجي من طرف النظام. وكاد أسامة الخليفي أن يتعرض عشية الخطاب الملكي حول الدستور إلى اعتداء رهيب من طرف عناصر من حركة 9 مارس بعد استفزازهم بشكل فظيع قبل أن يتدخل رجال الأمن لحمايته. يبدو أن بعض عناصر حركة 20 فبراير مصابون بأمراض تحتاج إلى تدخل من رجال البر والإحسان أو من رجال الأعمال المساندين للحركة لمعالجتهم ومنهم مصابون بأمراض لا يعالجها إلا ماء الرجال ولا علاج لدائهم سوى البحث عن اللذة ليلا.