توالت الأحداث بشكل سريع بل مدهش من رمضان 2010 الى رمضان 2011 فمن العودة المدرسية ثم بزوغ 20 فبراير لينتقل التاريخ مباشرة إلى 09 مارس الذي توج بخطاب تاريخي للملك محمد السادس فإلى 17 يونيو ثاني خطاب للعاهل المغربي المحدد لمشروع دستور سادس للمملكة ، ثم فاتح يوليوز يوم ال"نعم" ليحل الشهر المبارك من جديد لكن في حلة... سياسية هذه المرة. فما عرفته المنطقة العربية في الآونة الأخيرة من تململ سياسي سيؤثر حتما في المواطن الصائم إلا أن الجمهور المغربي العريض لا ينتظر الجديد فيما يخص البرامج التلفزية الرمضانية الفكاهية فمنذ ولادتنا و نحن نستغرب شهرا كل سنة من علاقة البرامج "المضحكة" بالحكمة من شهر رمضان المبارك. و يضاف السياسي إلى الديني هذه السنة فما عاشته تونس من أحداث بارزة أطاحت بزين العابدين بن علي لتتبعها مصر، فتتأثر كل المنطقة بذلك يفترض أن يقوم السينمائيون و المسرحيون بتحضير أعمال تتماشى و الاحتقان السياسي الحاصل في المنطقة و يهم الأمر رمضان المغرب أيضا. فان كانت بعض العيون المغربية تحبذ المسلسلات المغربية الكوميدية ذات الطابع الاجتماعي مثل مسلسل "عش البنات" الذي ستبثه الأولى في رمضان المقبل فان عيونا أخرى لها تطلعات مغايرة ترمي إلى ما هو سياسي فإذا كان اغلب الشباب المغربي متدينا فان 92% لا يفقه قولا في العالم السياسي و يكتفي بالقول "ربي زدني علما" أو "عيش نهار تسمع خبار". بيد أن الأيام مرت و عاش الشباب في صلب السياسة إلا أنهم ما زالوا لا يعونها. فهل من الممكن مشاهدة باقة برامج تستجيب لمجموعة من الأذواق؟ الجواب لا... على الأقل في الحاضر. وتحكي سلسلة "عش البنات" عن قصة " الحاج أمبارك"، رجل أرمل يعكف على تربية بناته لتزويجهن، لكي يتمكن من الزواج مرة ثانية، فلما تأتى له ذلك لن يتمكن من الهناء بزواجه الجديد حيث سرعان ما ستتشاجر بناته مع أزواجهن ليقررن العودة لمنزل الأب، فتبدأ مشاكل لا تحصى ولا تعد ويجد نفسه يتخبط بين صراعات بناته وأزواجهن و زوجته الجديدة مع مرور الأيام. وحبذا لو وجدت سلسلة أخرى تحكي عن قصة "الحاجة السياسة" و لدنا فوجدنها و ما تزال تحضننا لكننا نجهل للأسف من تكون... فلعل المعنيين بالأمر يحضرون أفلاما و مسلسلات كفيلة بتثقيف شبابنا سياسيا و دينيا فلا احد يجهل المجتمع ، و لا احد لا يستطيع التمييز بين الوهم و الواقع بعد أن أمضى سنين (ليست في الحقيقة سنوات الضياع) في مشاهدة الأفلام المكسيكية خاصة تلك المدبلجة إلى العامية موازاة مع الأفلام المغربية و أيضا المصرية مما نمى قدراتنا على التأقلم و التفهم و التفاهم ... لكننا ما زلنا نعاني من فراغ سياسي محض. تعبنا.