طالبت قاصرات بإملشيل تمكينهن من التعليم وبناء المدارس وإصلاح الطرق بهدف إخراج المنطقة من العزلة بدل تزويجهن في سن مبكرة. وكشفت مصادر من عين المكان أن فتيات إملشيل بدأن يتمردن على تقاليد الزواج على الطريقة المعتادة وعبرت الكثير منهن على هامش موسم الزواج الذي انتهى قبل أيام لعدة جهات أن نظرتهن للحياة بدأت تتغير وأصبحن يتطلعن إلى طلب العلم بهدف ولوج الوظائف بدل المشاركة في زواج جماعي يقصي طموحاتهن. ذلك أن فتيات المنطقة لم تعد لديهن الرغبة الملحة في أخذ المساعدات الغذائية والملابس، بل يحتجن إلى إصلاح الطرق وإخراجهن من العزلة والحصار الثلجي الذي يطوق المنطقة في فصل الشتاء. وتساندهن في هذه المطالب عدة جمعيات مهتمة بقضايا الطفولة والمرأة حيث ارتفعت الأصوات في السنوات الأخيرة بهدف رفع سن الزواج وعدم تزويج القاصرات، لأن الزواج في سن مبكرة يقضي على طموحاتهن ويقلل فرص القضاء على الأمية في صفوفهن. ويعود الأصل في الاحتفال بموسم الخطوبة إلى الماضي البعيد حيث أحب فتى من قبيلة آيت إبراهيم فتاة من قبيلة آيت إعزة (قبيلتان من قبائل آيت حديدو بإملشيل) بعضهما البعض حبا لم تعرف قبائل آيت حديدو له مثيلا، وكان أقصى ما يصبو إليه الحبيبان هو الزواج، لكن العداوة المتجذرة بين قبيلتيهما جعلت تحقيق حلمهما مستحيلا. حينئذ، غادر كل من الحبيبين قبيلته في اتجاه الجبال فأغرق الفتى نفسه في بحيرة أصبحت اليوم تحمل اسم إيسلي(العريس) و أغرقت الفتاة نفسها في بحيرة أضحت اليوم تحمل اسم تسليت (العروس). وهناك رواية أخرى تقول إن هاتين البحيرتين ما هما إلا دموع الحبيبين اليائسين. ومهما اختلفت الروايات، فهذه هي القصة التي لا بد أن يسمعها كل قاصد لموسم الزواج أو الخطوبة بإملشيل الذي يقام سنويا قرب ضريح سيدي أحمد أولمغني. يسمع هذه القصة أيضا زوار بحيرة تسليت قرب إملشيل و ضيوف مهرجان موسيقى الأعالي بإملشيل، بل ومنهم من قرأها على صفحات مواقع أجنبية في الأنترنت عند البحث عن كلمة إملشيل حتى قبل أن يحضر إلى المنطقة عينها.