توصلت وزارة التربية الوطنية والتعليم بالعديد من الشكايات من رجال تعليم يتعرضون لتهديدات يومية من طرف عناصر إجرامية يقتحمون المؤسسات التعليمية ويشهرون سيوفهم في وجه الأسرة التعليمية. ووفق مصدر مطلع، فإن أغلب الشكايات موجهة من طرف معلمات في مناطق نائية يطالبن بأن تشملهن الاتفاقية التي أبرمتها وزارة الداخلية ووزارة التعليم حول توفير الأمن المدرسي بالمؤسسات التعليمية، حيث لاحظن أن هذه الإتفاقية تقصي رجال التعليم في القرى، في حين كانت الشكايات الأخرى من رجال تعليم بالمدن تعرضوا لاعتداءات بالأسلحة البيضاء من طرف بعض التلاميذ والغرباء الذين يقتحمون المؤسسات التعليمية في حالة سكر وتخدير شامل يهدد أمن وسلامة رجال التعليم والتلاميذ على حد سواء. وفي ظل هذا الوضع الاستثنائي والخطير، يتساءل الأساتذة عمن يحميهم في مثل هذه الظروف، مطالبين السلطات المعنية بالتدخل الفوري وتوفير الأجواء التربوية الملائمة للعمل كتسييج المؤسسة. وفي هذا الإطار، نجا ثلاثة أساتذة بإعدادية خلالفة دائرة تاونات، وهي "إحدى المناطق المشهورة بزراعة القنب الهندي والمؤدية إلى كتامة" ، من محاولة قتل من طرف تلميذ لهم، واستنادا إلى بيان استنكاري بالحادث أصدرته نقابة الاتحاد المغربي للشغل توصلت "النهار المغربية" بنسخة منه، فالتلميذ كان داخل الفصل تحت تأثير المخدرات، بالإضافة إلى دخوله وهو يشم " السيليسيون" وعند ملاحظته من طرف الأستاذ خرج من الفصل وشرع في قذف الأزبال من النافذة وشتم الأستاذ، حيث فر مباشرة بعد خروج هذا الأخير رفقة المكلف بالاقتصاد، الأمر الذي استدعى إخبار السلطة. وأضاف البيان أن الأستاذ عاد إلى قسمه وأكمل حصصه، لكن أثناء عودته إلى منزله صحبة ثلاثة من أصدقائه الأساتذة على مثن سيارته الشخصية، تربص بهم الجاني قرب دوار يسمى "مشكور" وانهال عليهم بصخرة كبيرة فقد السائق على إثرها التحكم في السيارة التي انحرفت عن الطريق مسافة طويلة، مما تسبب في خسائر في السيارة، لكن لحسن الحظ الأساتذة نجوا بأعجوبة. وأشار البيان إلى أن المؤسسة لا تتوفر لا على سياج ولا أسوار، كما أن الساحة مرتع للجميع، والأكثر من ذلك أنها لا تتوفر على طاقم إداري.وكان رجال التعليم بثانوية سيدي لحسن اليوسي بصفرو قد نظموا وقفة احتجاجية الشهر الماضي للمطالبة بحماية رجال التعليم، بعدما أقدم أحد التلاميذ على تهديد أستاذه الذي منعه من الدخول إلى القسم في حالة هستيرية بسبب تعاطيه للمخدرات، كما كانت إعدادية بعين عودة في وقت سابق محل هجوم من طرف مجموعة من الأشخاص المدججين بالسيوف في واضحة النهار، وخلقوا الخوف والهلع في صفوف التلاميذ، كما ذكرت بعض المصادر من مدينة سلا أنه تم التعرض لحارس أمن خاص بإحدى المؤسسات التعليمية بالمدينة، حينما حاول التصدي لمحاولة اقتحام من طرف أحد المجرمين الموجودين تحت تأثير القرقوبي، كما تعالت أصوات طلبة وطالبات جامعة الحسن الأول بسطات في ساعة متاخرة من مساء الأربعاء، حينما تمكن شخص مدجج بالسلاح الأبيض، وهو في حالة تخدير، من ولوج بناية الحي الجامعي والطواف في أجنحة الحي ومداهمة الغرف في غفلة من أصحابها، لترتفع أصوات النجدة من الطالبات والطلبة الذين تعرضت حياتهم للخطر. يذكر أنه وتنفيذا لاتفاقية بين وزارة الداخلية ووزارة التربية الوطنية للتعليم، أعطت الإدارة العامة للأمن الوطني تعليماتها لمصالح الأمن قصد تفعيل الشرطة المرابطة في محيط المدارس، وتتكون كل دورية من ستة عناصر بلباس مدني مختلطة تضم عناصر من الاستعلامات العامة والأمن العمومي والشرطة القضائية. وتهدف الشرطة المرابطة، التي تم تأسيسها منذ سنتين، إلى القيام بحملات أثناء دخول وخروج التلاميذ، وكذلك أثناء فترات الاستراحة. وتسعى دوريات الشرطة المرابطة بمحيط المدارس إلى مكافحة ترويج المخدرات بين التلاميذ والسرقة عن طريق النشل ومحاربة التحرش الجنسي وتأمين محيط المدارس من أجل توفير أجواء طبيعية للممارسة التعليمية.