أثبتت التجارب العلمية التي أجرتها شركة طرامواي الرباط صباح أمس أن هناك تحديا كبيرا ينتظر المسؤولين في العاصمة من أجل إقناع مستعملي الطريق خاصة أرباب العربات بتقبل هذا الجسم الضخم الذي بات يخترق جسد المدينة. أولى التجارب التي أجريت صباح أمس كشفت كيف أن السائقين رغم أن الطرامواي له حق الأسبقية لم يتقبلوا ذلك،وشرعوا في استعمال المنبه الصوتي بشكل جماعي وصل إلى حد الفوضى. وقد شكل الطرامواي إشكالا آخر عمق أزمة السائقين في العاصمة،وانضاف إلى"هم مدونة السير" التي لا يعلمون منها إلا القليل. أما بالنسبة للراجلين فإن جلهم وجد صعوبة في العبور إلى الضفة الأخرى من الطريق لأن الطرامواي يفترض في المواطن أن يستعمل ممر الراجلين بدل العبور من أي مكان..لأن الطرامواي والطريق ثقافة أولا. وتتزامن التجارب العملية الأولى لطرامواي الرباط مع الاختناق الذي تعانيه العاصمة بفعل تناسل العربات بشكل كبير،وكثرة الشوارع الضيقة التي لا تستجيب لمتطلبات السير بالعربات،وهو ما أدى إلى ظهور سلوكات"شاذة" تتجسد في ركن السيارات فوق سكة الطرامواي،أو في وضعيات غير قانونية. إلى ذلك تم إسناد مهمة تنسيق حركة الطرامواي مع باقي مستعملي الطريق إلى شركة إسبانية متخصصة في تكنولوجيا الإعلام اسمها "تيلبينت" بغلاف مالي يقدر ب 3.2 مليون دولار؛ أي ما يزيد عن 24 مليون درهم. ويعطي هذا النظام،الذي يستخدم أحدث أدوات التكنولوجيا في مجال مراقبة حركة المرور في المناطق الحضرية،الأولوية للطرامواي في التقاطعات بين مسارات شبكة الطرامواي والطرق، وذلك انطلاقا من الظروف الفعلية لحركة المرور،وهو ما لم يتم تجريبه صباح أمس.