دخلت العلاقات بين القياديين في الاتحاد الاشتراكي منطقة التوتر من جديد مع اقتراب محطة الانتخابات التشريعية لسنة 2012 غير أن هذه الخلافات تترجم مؤقتا في شكل خلاف حول أوراق سياسية،وليس في شكل صراعات،حسب ما أكده مصدر من الداخل. ويبقى أبرز الغاضبين داخل الاتحاد الاشتراكي حتى الآن هو عبد الهادي خيرات،عضو المكتب السياسي،الذي أصبح يعارض بشكل مباشر منطق اللائحة الذي اعتمدته الندوة الوطنية للتنظيم إضافة إلى الثلاثي علي بوعبيد ومحمد الاشعري والعربي عجول غير أن ما يفرغ انتقادات عبد الهادي من مضمونها هو كونها تتجه نحو أمور تمت المصادقة عليها بالإجماع، يؤكد نفس القيادي. كما أن أغلب الغاضبين يحملون وراء انتقاداتهم السياسية رسالة حقيقية موجهة إلى كل من عبد الواحد الراضي،وادريس لشكر مفادها أن هذا الثنائي لا ينبغي أن يشرف على محطة 2012 لأن إدارة الانتخابات ستبنى بناء على الرغبة في البقاء داخل الحكومة،وليس المنطق النضالي (حسب الغاضبين). ويجد الخلاف داخل الاتحاد الاشتراكي سنده المنطقي في كون القيادة الجديدة (المكتب السياسي) ستتنتهي مدة صلاحيتها السنة المقبلة،وعليه ستكون مطالبة بعقد مؤتمر وطني من جديد لانتخاب قيادة بديلة (هذا ما يراهن عليه الغاضبون) غير أن القيادة الحالية ستسعى إلى تكريس نفسها سنة إضافية أخرى من أجل الإشراف على الانتخابات المذكورة،وهذا ما يرفضه الغاضبون. ومما يؤكد أن محمد الاشعري مثلا يملك خلفية انتقادية تقوم على 2012، يقول مصدر مطلع آخر إن هذا الأخير كان صريحا في المطالبة بلجنة وطنية لضبط العضوية،وهذا يعني أنه يتحرك ضد الجمود في المناصب الذي قد يكرسه الراضي،وحليفه ادريس لشكر الوزير اليوم. يذكر أن خلافات الاتحاديين داخل القيادة مرشحة لارتفاع أكثر مع اقتراب موعد المحطة الانتخابية المقبلة لضمان مواقع أحسن سواء في الترشيحات أو المناصب الحكومية في حال ما إذا وجدت،ونفس الأمر ينطبق على الإطار الموازي؛ الشبيبة الاتحادية التي يقودها علي اليازغي،والذي بات يواجه اليوم أكثر من أي وقت مضى مطلب تنظيم المؤتمر الوطني.