قرر الاتحاد الاشتراكي عقد الندوة الوطنية في يوينو المقبل، وهي الندوة المخصصة للتداول في سبل تطوير الأداة الحزبية بما يجعل الاتحاد يتجاوز الأزمة السياسية والتنظيمية التي عاشها بعد الانتخابات التشريعية لسنة 2007. وكشفت مصادر اتحادية أن تاريخ الندوة الوطنية قد حدد في تاريخ 19يونيو المقبل، فيما ماتزال اللجنة التحضيرية للندوة الوطنية تضع آخر الترتيبات على محاور الندوة.وستهتم الندوة بإعادة التفكير في تشكيل الأجهزة التقريرية والتنفيذية، ومنصب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي. وبرز أثناء التحضير للندوة دعوات إلى توسيع صلاحيات الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، سواء على مستوى اتخاذ القرارات أو الخلافات داخل المكتب السياسي، و هي الدعوات التي استندت إلى واقع أن الكاتب الأول أصبح ينتخب مباشرة من طرف المؤتمر الوطني، بخلاف ما ماكان في السابق حيث أصبح الكاتب ينتخب من طرف أعضاء المكتب السياسي، المنتخبين بدورهم من طرف المجلس الوطني. وإذا كانت الندوة الوطنية قد حسمت الخلاف الذي دار في المؤتمر الوطني الثامن وجعل المؤتمر يتم في جولتين، فإنها، قد أبعدت من دائرة مناقشاتها، فكرة التيارات، التي كان النقاش حولها في ما بعد الانتخابات التشريعية ليوم السابع من شتنبر، باعتبارها آلية من آليات تدبير الخلافات السياسية، والتعبير عن مختلف الحساسيات الاتحادية.المدافعون عن استبعاد تطرق الندوة الوطنية للتيارات كآلية من آليات تطوير الديموقراطية الداخلية داخل البيت الاتحادي، اعتبروا أن الظرفية السياسية والتدرج الذي ينبغي أن يسير عليه الاتحاد الاشتراكي لمعالجة مشاكله وتقوية الحزب، يفرض في الظرف الراهن عدم التسرع لمناقشة التيارات. وسبق للجنة التحضيرية أن رأت التيارات يمكن أن يتم التسريع بها في الظرف الراهن، في حال ما إذا نجح الاتحاد الاشتراكي في إ قناع الحزب العمالي بالاندماج، حينها يمكن الحديث عن تشكيل التيارات داخل الاتحاد. وبالرغم من استبعاد التيارات والاكتفاء ببحث سبل إصلاح البيت الداخلي خاصة على مستوى القواعد، وضبط العلاقات فيما بينها، فإن الندوة لا يظهر أنها ستكون هادئة، بل قد تصل درجة النقد فيها إلى المستوى الذي عرفه المؤتمر الوطني الثامن. الثلاثي الغاضب من القيادة الاتحادية، محمد الأشعري، العربي عجول، وعلي بوعبيد، سبق وأن أعلنوا أنهم سيناقشون مواقفهم أمام الندوة الوطنية، والمجلس الوطني، ومع القواعد في الفروع والأقاليم. يعني ذلك أنه إلى جانب، وثائق الندوة الوطنية، سيطرح الثلاثي رسالة «دفاعا عن المستقبل» التي تضمنت انتقادات حادة للقيادة الاتحادية، وانقادات لما اعتبرته «التوافقات التي تزيد الوضع التباسا، وعدم الوضوح». سهل خيار الندوة الوطنية، على الاتحاديين اتمام المؤتمر الوطني الثامن بعدما تعثرت الجولة الأولى بسبب مشاكل تنظيمية، تتعلق بمسطرة انتخاب الكاتب الأول والمكتب السياسي، ومشاكل سياسية أبرزها الموقف من المشاركة في الحكومة، لكن ما لم يتوقعه الاتحاديون هو أن الندوة مجددا ستكون محطة للغاضبين على القيادة لتوجيه المزيد من الانتقادات وفي مقدمة الغاضبين حتى الآن محمد الأشعري، العربي، العربي عجول،وعلى بوعبيد الذين نزلوا من قطار المكتب السياسي.