تميز اليوم الأول من منافسات الدورة الثالثة عشرة لبطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعة المقامة حاليا بالعاصمة القطرية الدوحة ببلوغ ثلاثة عدائين مغاربة الدور النهائي وهم أمين لعلو وعبد العاطي إيكيدر ( 1500م ) وهشام بيلاني ( 3000م) , فيما خرجت حليمة حشلاف ( 800م) و يحي برابح ( الوثب الطويل) من دائرة المنافسة. فقد تأهل أمين لعلو وعبد العاطي إيكيدر (هما معا من نادي الأولمبيك المغربي ) , لنهاية مسابقة 1500 بعد أن احتل كل واحد منهما الرتبة الأولى في مجموعته الأول بتوقيت 3 د و39 ُث و96 /100 والثاني ب 3 د و37 ث و14 /100 , بل أن إيكيدر تصدر الترتيب العام للمجموعتين بتسجيله أحسن توقيت مما يجسد السيطرة المغربية على هذا السباق في دوره الأول ( نصف النهاية) . ومن خلال مجريات سباق 1500 متر ظهر جليا الاستعداد الجيد لإيكيدر الذي عرف كيف يتفوق على أقوى منافسيه وخاصة الإثيوبي ميكونين بفضل تحكمه في السباق الذي حسمه بالسرعة النهائية في أل 200 م الأخيرة . وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها إيكيدر الدور النهائي لسباق 1500 في أول مشاركة له في بطولة العالم داخل القاعة , علما بأنه بطل للعالم ووصيف للبطل في هذه المسافة في الهواء الطلق لدى فئة الشبان . أما أمين لعلو , الذي يشارك هو الآخر لأول مرة في سباق 1500م في بطولة العالم داخل القاعة , فرغم كونه لم يخض أي سباق خلال الموسم الشتوي, فإنه أفلح في انتزاع بطاقة التأهل للدور النهائي عن جدارة واستحقاق بعدما قاد السباق بدراية واقتدار. ويأمل العداءان في أن يتمكنا من الوصول إلى منصة التتويج لأن النهاية ستجرى بتقنية أخرى وسيحاول المؤهلون توظيف كل طاقاتهم لاحتلال المراكز الأولى . ويملك المغرب ثلاث ميداليات في سباق 1500 ذكورا, ذهبيتان فاز بهما هشام الكروج في دورتي 1995 في برشلونة وباريس 1997 وبرونزية أحرزها عبد القادر حشلاف في دورة برمنغهام 2003 , علما بأنه يملك ذهبية في سباق الإناث وفازت بها حسناء بنحسي عام 2001 في لشبونة. ويذكر أن أول عداء مغربي خاض نهاية سباق 1500 م داخل القاعة هو عبد العزيز صاهير , المتخصص في سباق 3000م موانع, حيث كان قد احتل المركز الثامن في دورة اشبيلية 1991 وكان قد توج باللقب العالمي وقتها العداء الجزائري الشهير نور الدين مورسلي. وإلى جانب لعلو وإيكيدر استطاع هشام بيلاني بدوره التأهل لنهاية 3000 متر لكن بشق الأنفس حيث حل سادسا في المجموعة الأولى بتوقيت 7 د و 50 ث و 46 / 100 . بيد أنه تمكن من التأهل بفضل تسجيله لواحد من أحسن أربعة أوقات ضمن العدائين غير المتأهلين مباشرة للدور النهائي في السلسلتين الأولى والثانية اللتين يتأهل عن كل واحدة منهما بشكل مباشر العداؤون الأربعة الأوائل . وهي المرة الثانية التي يبلغ فيها بيلاني الدور النهائي بعد الأولى عام 2004 في مونديال بودابست حيث كان قد حل في المركز التاسع ( 8 د و 3ث و73/ 100) خلف مواطنه محمد أمين الذي حل ثامنا (8 د و 3 ث و 50/ 100 ). ويذكر أن رصيد المغرب من الميداليات في سباق3000م هو ذهبيتين وأحرزهما البطلان الأسطوريان سعيد عويطة وهشام الكروج الأول عام 1989 في بودابست والثاني عام 2001 في لشبونة وفضيتين نالهما حمو بوطيب عام 1991 في اشبيلية وزهرة واعزيز في مايبشاي ( اليابان) عام 1999 وثلاث برونزيات نالها كل من إبراهيم جبور ( 1995 ) واسماعيل الصغير ( 1997 ) ومريم العلوي السلسولي ( 2008 ). وإذا كان العداؤون الثلاثة قطعوا الشوط الأول من المنافسة بنجاح فإن كلا من حليمة حشلاف ويحي برابح أخفقا في تجاوز عتبة الدور الأول . ففي مسابقة 800 م إناثا وجدت حليمة حشلاف كما أكدت هي نفسها صعوبة في مسايرة الإيقاع العام للسباق باعتبار أنها تشارك لأول مرة في مثل هذه التظاهرة . أما يحي برابح فلم يظهر بمستواه المعهود وحقق رقما أقل بكثير من إنجازاته السابقة (7م و52 سنتم) وأكد مرة أخرى أنه ليس عداء المواعيد الكبرى. وأمام هذا الاخفاق الجديد اكتفى برابح بالتعبير عن أسفه لهذه الكبوة آملا في تحقيق الأفضل مستقبلا .وتحذو لعلو وإيكيدر عزيمة قوية لرد الاعتبار لألعاب القوى المغربية من خلال عودتها إلى منصة التتويج التي غابت عنها في بطولة العالم أل 12 في الهواء الطلق التي استضافتها برلين الصيف الماضي .