اختتمت مساء يوم الأحد بالعاصمة القطرية الدوحة منافسات الدورة الثالثة عشرة لبطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعة بعد ثلاثة أيام من التباري بين ممثلي حوالي 150 بلدا من القارات الخمس . وبإسدال الستار على الدورة بدأت عملية تقييم المشاركات للوقوف على مكامن القوة والضعف واستخلاص العبر واعداد برامج أكثر فعالية ونجاعة تحضيرا للتظاهرات المقبلة على أمل أن تكون الغلة أوفر . وبالنسبة للمشاركة المغربية في مونديال الدوحة فقد كانت أفضل من سابقتها في دورة بلنسية التي أحرز خلالها المغرب على ميدالية نحاسية بواسطة مريم العلوي السلسولي في 3000م الموقوفة لمدة ثلاث سنوات من طرف الاتحاد الدولي لألعاب القوى على خلفية تعاطيها لمواد منشطة محظورة. وفي الدوحة أنقذت فضية عبد العاطي إيكيدر في مسافة 1500 م ماء وجه ألعاب القوى المغربية مع أن العداءين إيكيدر وأمين لعلو لم يديرا السباق بشكل محكم وأهدرا التتويج بميداليتين إذ أنه كان بإمكانهما الفوز بالذهبية والفضية . ويرى عبد القادر قادة منسق الإدارة التقنية أن المشاركة في هذه البطولة كانت «مشرفة» على اعتبارا أن الحضور المغربي اقتصر على أربعة عدائين وعداءة واحدة وصل منهم إلى الدور النهائي ثلاثة وهم أمين لعلو وعبد العاطي إيكيدر (1500م) وهشام بيلاني (3000م) وتوج إيكيدر وصيفا لبطل العالم. وقال قادة « يجب مواصلة العمل وبذل المزيد من الجهد لتحقيق الأحسن واسترجاع أمجاد ألعاب القوى في عقدي الثمانينيات والتسعينيات «. وشاطره الرأي خيري بلخير عضو مكتب الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى ورئيس الوفد المغربي في هذه البطولة الذي صرح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه «رغم تطلعنا نحو الأفضل فإن الحضور المغربي في الدوحة كان مشرفا «. واعتبر بلخير أن هذا التمثيل «المشرف» يتجلى في كون بعض العناصر الوطنية تشارك لأول مرة في بطولة العالم داخل القاعة (حليمة حشلاف وعبد العاطي إيكدير) وتمكن بعضها من مقارعة أبطال مرموقين خاصة في 1500 م التي نال فيها المغرب الميدالية الفضية . وقال إنه بعد العودة إلى المغرب «سيتم تقييم حصيلة المشاركة المغربية خاصة من حيث الاستعدادات والمردود التقني حتى نتمكن من تدارك الأخطاء». في المقابل يعتقد آخرون أنه كان بالإمكان تحقيق أفضل مما كان لأن المغرب له من الطاقات ما يخوله بلوغ ذلك لو كان هناك تخطيط جيد ومحكم على المدى البعيد . ويذكر أن المغرب كان ممثلا في هذه البطولة بكل من حليمة حشلاف التي أقصيت في الدور الأول لسباق 800 م وعبد العاطي إيكيدر الفائز بفضية 1500 م وأمين لعلو الذي حل خامسا وهشام بيلاني الذي احتل الرتبة السابعة في 3000 م ويحيى بن رابح الذي خرج من الدور الأول لمسابقة الوثب الطويل . وفي السياق ذاته كان السوداني أبوبكر كاكي العداء العربي الوحيد الذي طوق عنقه بالمعدن النفيس في سباق 800 م . وسجلت البطولة تحطيم رقم قياسي عالمي وحيد في مسابقة الوثب الثلاثي بواسطة الفرنسي تبدي تامبكو الذي تمكن من قفز 90 ر17م (الرقم القديم 83 ر17م) فضلا عن تحسين العديد من العدائين والعداءات أرقاما شخصية ووطنية. ويرى خبير بالاتحاد الدولي أن بعض المسابقات عرفت تطوارا ملموسا على مستوى التنائج ومنها دفع الجلة و60 م حواجز رجال و60 م نساء . كما أن سباق 1500 م عرف صراعا قويا بين المشاركين في الدور النهائي . وسيطرت الولاياتالمتحدةالأمريكية على الدورة بحصدها 17 ميدالية منها ثماني ذهبيات وثلاث فضيات وست نحاسيات متقدمة على إثيوبيا التي فازت بخمس ميداليات ( ذهبيتان وثلاث نحاسيات ). عربيا حل المنتخب السوداني في الرتبة العاشرة بذهبية يتيمة فيما حل المنتخب المغربي في المركز ال 19 بميدالية فضية واحدة بمعية أوكرانيا وإسبانيا وجنوب افريقيا وبلجيكا والبرتغال ونيوزيلاندا والجزر العذراء . وفي ترتيب الفرق حسب النقط حلت الولاياتالمتحدة في المركز الأول برصيد 165 نقطة وجاءت روسيا ثانية (105 ن ) وكوبا ثالثة (47 ن) وإثيوبيا رابعة (46 ن ) في حين حل المغرب والسودان في المركز ال 17 (13 ن) . الدوحة: أحمد خليص