بقلم حسين جويني بانتظار تحقيق حلمه يوما ما باعتلاء عرش الملكية في العراق, يخوض الشريف علي بن الحسين الانتخابات التشريعية في السابع من الشهر الحالي ضمن ائتلاف يضم احزابا شيعية رئيسية. ويتحدر الشريف علي (54 عاما) من عائلة عريقة من العرب السنة, تعود جذورها الى الشريف حسين ملك الحجاز مطلع القرن العشرين. واختار ان يخوض الانتخابات الثانية منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003, ضمن قائمة الائتلاف التي تضم "المجلس الاعلى الاسلامي العراقي" بزعامة عمار الحكيم والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر بالاضافة الى احزاب شيعية اخرى. واضاف الشريف المتزوج من شيعية من مدينة كربلاء والاب لاربعة ابناء مقيمين في لندن, "نشارك في الانتخابات التشريعية ضمن القائمة الشيعية بانتظار ايام افضل". ويتخذ من منزل كبير في منطقة الجادرية الراقية قرب نهر دجلة, مقرا له لاستقبال ضيوفه في صالة فخمة علقت على جدرانها صور اسلافه الذين حكموا هذا البلد منذ العام 1921 حتى سقوط الملكية بانقلاب دموي عام 1958. وتنتشر قوة من الجيش العراقي على مدخل المقر حيث رفعت صورة كبيرة للشريف علي مبتسما كتب على جانبها عبارة "امنح صوتك لمن يستحقه". ومنذ عودته في العاشر من حزيران/يونيو 2003, الى بلد غادره عندما كان في الثانية من العمر, قادما من لندن تعرض الشريف علي لنكسات. وكان اعلن فور وصوله كزعيم للحركة الملكية الدستورية "من الواضع ان غالبية العراقيين يطالبون بعودة الملكية". وقد رفض الاميركيون ادخاله الى مجلس الحكم الذي حكم البلاد بعد الاجتياح الاميركي عام 2003, كما ان حركته لم تنل اي مقعد نيابي في انتخابات عام 2005. ويقول المطالب بعرش الملكية بينما كان جالسا وفوقه صورة للملك فيصل الاول الذي حكم العراق بين 1921 و1933, ان "الترشح على قائمة +الائتلاف الوطني العراقي+ امر قابل للنقاش لكنني اعتقد انه الخيار الافضل". واعتبر ان من "الخطأ التاكيد ان الائتلاف الوطني يضم احزابا دينية, فهو يضم ليبراليين وشخصيات اخرى متنوعة كما انه قائم على اساس برنامج سياسي عماده دعم مؤسسات الحكومة ورفض الطائفية". واوضح ان "القوائم السنية اقترحت تحالفات بغرض الانتخابات فقط. اما بالنسبة لائتلاف دولة القانون, فقد لاحظت ان هدفهم الاساسي هو احتفاظ (رئيس الوزراء) نوري المالكي بمنصبه". ويحمل الشريف علي رقم 11 بين مرشحي القائمة في محافظة بغداد التي خصص لها 70 مقعدا من اصل 325 في البرلمان المقبل, ما يعني ان فرصته بالفوز كبيرة نظرا لقانون النسبية في الانتخابات. واكد الشريف علي ووالدته بديعة ابنة عم الملك غازي الذي حكم بين العامين 1933 و1939, انه مايزال "مقتنعا بان عودة الملكية قد تكون علاجا لمعاناة العراق, هذا هو طموحي الدائم لكن الظروف لا تسمح بذلك". وقال ان "عامين من الصراع الطائفي, وانعدام الامن وتردي الاوضاع الاجتماعية اثارت قلقي انذاك. وكان اهتمامي منصبا على المساعدة للخروج من المستنقع مما دفعني الى اعتبار ان الوقت غير مناسب لعودة النظام الملكي رغم التاييد الذي يحظى به بين الناس". وتتضمن حملة الشريف رفع صور باحجام مختلفة في شوراع بغداد وبث اعلانات, لكنه لم يوزع منشورات او ينظم تجمعات انتخابية انما يستقبل الناس في منزله. وختم قائلا ان "العائلة توصلت العام 1991 الى اتفاق بانني الوريث الوحيد للعرش في اشارة الى منافسه المفترض الشريف رعد بن زيد (74 عاما).ويعيش هذا الاخير, وهن ابن عم الملك غازي, في الاردن ولم يعد مطلقا الى العراق.