بدأ اياد علاوي الذي دعمت واشنطن تعيينه في منصب اول رئيس وزراء موقت في عراق ما بعد صدام حسين, حياته السياسية ضمن حزب البعث قبل ان يقطع علاقته به, ونال سمعته كرجل قوي في مواجهة حركتي تمرد سنية وشيعية العام 2004. ويسعى علاوي الشيعي العلماني (65 عاما) للعودة الى صدارة الساحة السياسية مجددا, فخاض الانتخابات التشريعية التي يتنافس فيها مع رئيس الوزراء نوري المالكي. ووصف في مقابلة مع فرانس برس الشهر الماضي هيئة المساءلة والعدالة التي حلت مكان هيئة اجتثاث البعث واقصت مئات المرشحين بانها "شرطة سرية لا احد يعرف من يديرها او كيف". وعلاوي الذي يتحدر من اسرة قدمت العديد من كبار المسؤولين للنظام الملكي الذي اطيح به العام 1958, انتسب الى حزب البعث بين 1961 و1971 وكان رفيق درب صدام حسين خلال فترة صعوده السياسي قبل ان يختلف معه ويغادر العراق الى لبنان ثم الى بريطانيا. وفي العام 1978 تركه اعوان صدام حسين شبه ميت بعدما اقتحموا منزله في لندن من حيث كان يخطط لقلب نظام صدام. وفي اذار/مارس 1991 انشأ علاوي حركة الوفاق الوطني مع عدد من البعثيين والضباط السابقين الذين كانوا يعيشون في الاردن والمملكة السعودية بهدف العمل على قلب نظام صدام حسين. وفي العام 1996 حاك بدعم من واشنطن مؤامرة لقلب النظام غير انها فشلت. وتمكنت اجهزة النظام من تفكيك مجموعته التي تسللت الى العراق واعدم اعضاؤها. ويطلق عليه بعضهم لقب "صدام الصغير" نظرا لشدة حزمه الواضح في مسائل الامن, كما يندد اخرون بالفساد الذي كان مستشريا في صفوف انصاره. وكان العرب السنة يعتبرونه "خائنا" لاعطائه الاوامر بالهجوم على الفلوجة في تشرين الثاني/نوفمبر 2004, لكنهم اليوم منحوه اصواتهم بنسبة تفوق ثمانين في المئة في بعض مناطقهم ويتطلعون الى ان يحكم باسمهم. كما خاض معارك شرسة مع جيش المهدي في النجف صيف العام 2004, لكنه يندد منذ فترة زمنية ب"الحملات الامنية والاعتقالات التعسفية" التي يتعرض لها عناصره.ويذكر ان علاوي سعى اثناء توليه مهماته العام 2004 الى بناء القوات المسلحة بعدما انتقد الاجراءات التي قضت باستبعاد البعثيين (من غير انصار صدام حسين) من الحياة السياسية والادارة.