احتضنت مدينة سلا مساء السبت حفلا تكريميا للاحتفاء بالتجربة الادبية والفكرية للاستاد عبد الحق المريني, مدير التشريفات الملكية والاوسمة. واكدت مختلف التدخلات خلال هذا الحفل, الذي نظم من قبل المكتب المركزي لنادي القصة القصيرة في المغرب بدعم من عمالة سلا والمجموعة الحضرية لمدينة سلا, والذي حضرته عدة شخصيات وباحثون وجامعيون, على دور ومساهمة الاستاذ عبد الحق المريني في اغناء الحقل الثقافي بالمغرب, من خلال عدة مؤلفات ادبية وتاريخية واسلامية, بالنظر الى تنوع ثقافته واهتماماته المعرفية, خاصة كتاباته في مجال التاريخ, مشيرين الى ان الكتابات والدراسات القيمة للمحتفى به, تمثل مرجعا هاما للباحثين والاكاديميين, والى ما يتميز به من تواضع وخصال حميدة اكسبته احترام كافة معارفه. وفي هذا الصدد اكد الاستاذ عباس الجراري, مستشار صاحب الجلالة, ان التجربة الادبية والفكرية للاستاذ عبد الحق المريني, الذي خدم المغرب ومايزال, اداريا وسياسيا وثقافيا, اتسمت على مدى خمسين او ستين سنة بالتنوع والتعدد, خاصة من خلال المقالة الثقافية والادبية, التي ظل متمسكا بها على الرغم مما يتعرض له هذا النوع من المقالة من مضايقات من طرف المقالة السياسية في الوقت الراهن. واضاف ان الاستاذ المريني لم يكتف بكتابة المقالة من حيث هي نمط محدود في حجمه وفي قضاياه, بل تعدى ذلك الى البحث العلمي والجامعي والكتابة الاستطلاعية, مشيرا الى ان المحتفى به "يجتهد ولا يتوقف عن البحث والتنقيب والقراءة" بالرغم من المسؤوليات المناطة به على مستوى دواليب السلطة. اما وزير الثقافة السيد بنسالم حميش فقد اكد ان الاستاذ عبد الحق المريني "مثقف أصيل وباحث معطاء, انتمى باكرا الى عالم الكلمة والحرف, مدافعا عن الثقافة المغربية, مبرزا من خلال كتبه ومقالاته ودراساته ابعادها الاصيلة, مبينا تنوع وغنى روافدها وانفتاحها على الثقافات الانسانية القديمة والحديثة". واضاف ان المحتفى به كان في كل ما كتب منتصرا لقيم الحوار والمجادلة بالتي هي احسن, ولفضائل التسامح والاخاء, "وهو السلوك الذي بوأه على الدوام احترام وتقدير كافة شرائح النخب المغربية واجمعت شهادات وقراءات في تجربة الاستاذ عبد الحق المريني ألقيت بالمناسبة من قبل اساتذة جامعيين ومسؤولين سياسيين, على ان المحتفى به انجز اعمالا قيمة اغنت الريبرطوار الادبي والتاريخي المغربي, مبرزين ان الاستاذ المريني ليس اديبا ومفكرا ومؤرخا فحسب, بل هو رجل وطني غيور نبيل, يقدم من موقع مسؤوليته خدمات جليلة ونبيلة للوطن. واكدوا ان المحتفى به يعد امتدادا لمسيرة كبار الادباء والفقهاء والعلماء والمؤرخين والفنانين "التي لم ترض عن الثقافة الرفيعة الراقية بديلا", ملاحظين ان الاستاذ المريني, الذي شغلت المرأة, الى جانب تاريخ المغرب ورجالاته الافذاذ, حيزا هاما في كتاباته, يتابع بشغف وبشكل منتظم مستجدات الساحة الفكرية والثقافية. وابرزوا ان جل كتابات الاستاذ المريني التي يغلب عليها ما يسمى ب"السيرة الغيرية" تنطلق من روح وطنية صرفة. وفي ختام هذا الحفل قدمت شهادة تقدير وهدايا رمزية للاستاذ عبد الحق المريني من طرف كل من عمالة سلا والجماعة الحضرية لسلا ونادي القصة القصيرة بالمغرب. وتجدر الاشارة الى ان للاستاذ المريني, وهو من مواليد سنة 1934 بمدينة الرباط, مؤلفات خاصة في مجالي التاريخ والشعر, وساهم في اعداد وانجاز اعمال ثقافية وفكرية حفلت بها عدة كتب ومجلات, كما فاز بعدة جوائز واوسمة داخل المغرب وخارجه. ومن مؤلفات الأستاذ المريني كتاب "الجيش المغربي عبر التاريخ" الذي صدر سنة 1968, ثم أعيد إصداره سنة 1997 في طبعة جديدة ومنقحة قبل أن تصدر ترجمته إلى اللغة الفرنسية سنة 2000, وكتاب "شعر الجهاد في الأدب المغربي" الذي يقع في جزئين (1996). كما أعد وأنجز بالخصوص ديوان "الحسنيات" في ثلاثة أجزاء (1975 -1979-1983), وكتب "قال جلالة الملك الحسن الثاني" الذي يقع في ثلاثة أجزاء, و"جلالة الملك الحسن الثاني الإنسان والملك", و"محمد الخامس دراسات وشهادات", و"دليل المرأة المغربية", و"مدخل إلى تارخ المغرب الحديث من عهد الحسن الأول إلى عهد الحسن الثاني".ونشرت للأستاذ المريني مساهمات أدبية وتاريخية وإسلامية بمختلف الصحف والمجلات المغربية.