نظم بمدينة سلا يوم 6 يناير 2010، يوم تكريمي للمبدع عبد الحق المريني، وهذا التكريم هو تجسيد لثقافة الاحتفاء بالرموز الثقافية، وهي ثقافة حضارية ودليل على المكانة التي يحتلها المحتفى به في مجال الثقافة والأدب. وقد نظم هذا اللقاء نادي القصة القصيرة في المغرب، بدعم من عمالة سلا ومجموعتها الحضرية، حيث صرح الأستاذ عبد الحق المريني في كلمة ألقاها خلال الحفل: هذا التكريم هو وشاح على هامة ما حررته وكتبته من تاريخ وأدب، وما وثقته توثيقا حبا في نشر المعرفة وإفادة المتعطشين إليها ، بلغة سلسة وأسلوب مبسط ومنهج واضح لكي تعم الفائدة المرجوة« وأضاف »أن كتاباته تجمع بين الأدب والتاريخ سيرا على النهج الذي سار عليه في مسيرته الدراسية والعلمية« ذلك أن الأدب أدخلني إلى التاريخ ، كما أن التاريخ أدخلني إلى الأدب«، مبرزا أن الأدب والتاريخ في المغرب يتداخلان ويتكاملان، فلابد لدارس الأدب المغربي من أن يطلع على تاريخ الحقب التاريخية التي نشأ فيها الأدب، ولابد للمؤرخ المغربي أن يطلع على النصوص التشريعية والنثرية التي نظمت وكتبت بمناسبة حدوث الحدث التاريخي الذي هو بصدد دراسته. وفي كلمة لمستشار صاحب الجلالة »عباس الجراري« أكد أن التجربة الأدبية والفكرية للأستاذ عبد الحق المريني الذي خدم المغرب وما يزال إداريا وسياسيا وثقافيا، اتسمت على مدى خمسين أو ستين سنة بالتنوع والتعدد ، يكتب المقالة الأدبية الثقافية والتي لم يعد لها المكانة كما في السابق، وزاحمتها المقالات السياسية، ومع ذلك ظل يمارس الكتابة على هذا النمط. ويضيف »عبد الحق المريني، تلميذ نجيب في مدرسة الراحل الحسن الثاني وفي مدرسة محمد السادس، رجل ظل وفيا للقيم الوطنية، ووفيا صادقا للعرش«. وفي كلمة لوزير الثقافة »بنسالم حميش«، الذي اعتبر الأستاذ عبد الحق المريني »مثقفا أصيلا بما في الكلمة من معنى، وباحثا معطاء ، انتمى باكرا إلى عالم الكلمة والحرف، ودافع عن الثقافة المغربية الوازنة، مجددا تنوع روافدها وانفتاحها على الثقافات الانسانية القديمة والحديثة«. وكتب الأستاذ عبد الحق المريني في عدة حقول، تتصل بالحياة الاجتماعية، من تاريخ وأدب وثقافة مغربية صرفة، ككتاب »الجيش المغربي عبر التاريخ ، الذي فاز به بجائزة عبد الله كنون للآداب، وتعد هذه الدراسة مرجعا مضيئا في الخزانة المغربية، لكل من يريد الركيزة التي تنبى ، أساسها ضمن ركائز أخرى، السيادة المغربية. وعلاوة على هذا الكتاب الهام ، ثمة كتب أخرى مثل »مدخل إلى تاريخ المغرب الحديث«، و»الشاي في الأدب المغربي« و»دليل المرأة المغربية« وديوان »الحسنيات« في ثلاثة أجزاء و»جلالة الملك الحسن الثاني الانسان والملك« و»محمد الخامس دراسات وشهادات«، إضافة إلى عدة مقالات وأطروحات كانت إضافة مهمة للثقافة المغربية. وأضاف »بنسالم حميش« في كلمته »اكتسب عبد الحق المريني كل الاحترام والتقدير من كافة شركاء النخب المغربية ، شخصيا وأنا أقرأ للأستاذ عبد الحق المريني، أجد نفسي أمام كتابة تنبض بالرؤية العميقة لتاريخنا ولثقافتنا المغربية التي أخذت بلباب الاهتمام العلمي والمعرفي.« وأكد كل من الأساتذة »مبارك ربيع« و»نجاة المريني« وعمدة مدينة سلا و»محمد لحميدة« في شهاداتهم أن المحتفى به يعد امتدادا لمسيرة كبار الأدباء الفقهاء والعلماء والمؤرخين والفنانين الذين لم يرضوا عن الثقافة المغربية بديلا، ملاحظين أن الأستاذ اشتغل على المرأة وناضل من أجل حقوقها إلى جانب تاريخ المغرب ورجالاته الأفذاذ ، وأخذت حيزا هاما في كتاباته، ويتابع بشغف وبشكل منتظم مستجدات الساحة الفكرية والثقافية. وفي ختام هذا الحفل قدمت شهادة تقديرية وهدايا رمزية للمحتفى به، من طرف كل من عمالة سلا والجماعة الحضرية ونادي القصة القصيرة بالمغرب.