يلجأ الكثير من المهاجرين المغاربة والجزائريين إلى التسول بإسبانيا لسد حاجتهم من المأكل والمشرب في ظروف قاسية زادتها الأزمة العالمية قسوة وكرستها البطالة التي سجلت أرقاما قياسية خصوصا في صفوف المهاجرين الذين لا يتوفرون على وثائق رسمية تفيد أنهم مهاجرون شرعيون. وفي ظل هذه الظروف فضل العديد من المهاجرين المغاربة العودة إلى أرض الوطن قبل أيام عيد الأضحى،وقضاء ليلة رأس السنة بالمغرب. وقد أكد بعض العائدين من اسبانيا أن التسول والاحتماء داخل المساجد أضحى عادة عند الكثير من المهاجرين المقيمين حاليا بإسبانيا والذين أفلحوا في خوض رحلة بحرية ناجحة نحو شواطئ ألميريا وأليخانتي من أجل تأمين قوت يومهم، والاحتماء بالمساجد لاتّقاء برودة الطقس أو الاستنجاد بالجمعيات الخيرية على مستوى المساجد للحصول على لقمة تسدّ رمقهم، حيث يعيشون بحلول فصل الشتاء أوضاعا مزرية للغاية جعلتهم يفكّرون في العودة إلى أرض الوطن بعدما تبيّن أنّ أحلامهم التي بنوها بأرض إسبانيا لم تكن سوى سراب. وتزداد الأوضاع سوءا يوما بعد يوم بجميع المقاطعات الإسبانية بعد أن أرخت الأزمة المالية العالمية بظلالها على اقتصاديات أغلب دول العالم، بيد أن معظم المهاجرون باتوا يفكرون في العودة إلى ارض الوطن سواء الجزائر أو المغرب. إلى ذلك، ما يزال شبح طرد العديد من المهاجرين المغاربة في اسبانيا يخيم في الأفق ، ولم تستبعد مصادر إسبانية في ظروف الأزمة وارتفاع البطالة أن يتم التعجيل بهذا القرار رغم أن العديد من الجمعيات الحقوقية تندد بطرد المهاجرين من إسبانيا وتطالب بتسوية أوضاعهم.