حذر خبير أمريكي من أن الاتجار بالمخدرات بين أمريكا اللاتينية وأوروبا يهدد الاستقرار السياسي في دول القارة الإفريقية التي تمر عبرها خصوصا شمال إفريقيا، بل وأكثر مما قد تشكله بعض التنظيمات المتطرفة. وأوضح ديفيد غوتيليس من جمعية "إيشتراك" للاستشارات، خلال جلسة استماع أمام اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية حول إفريقيا بمجلس الشيوخ، أن أباطرة المخدرات في أمريكا اللاتينية يستعملون إفريقيا، منذ خمس سنوات، كممر لتهريب المخدرات إلى أوروبا. وأضاف أن "الطلب الأوروبي المتزايد والفعالية الكبيرة التي أبان عنها أباطرة المخدرات بأمريكا اللاتينية في نقل المخدرات إلى وعبر موانئ في غرب إفريقيا أدت إلى تصاعد عمليات التهريب من حيث القيمة والحجم. وجدد هذا الخبير تحذيره من أن عمليات التهريب هذه تشكل "التهديد الأكبر للاستقرار الإقليمي" بل وأكثر من التهديد الذي قد تشكله بعض التنظيمات المتطرفة. تجدر الإشارة إلى أن المغرب وإسبانيا سبق لهما أن قام بتفكيك عدة شبكات تنشط على الصعيد الدولي في مجال تهريب المخدرات من أمريكيا اللاتينية إلى أوروبا، وفي هذا الصدد سبق للحرس المدني الإسباني أن قام بتفكيك شبكة متخصصة في إدخال الحشيش إلى إسبانيا عن طريق الجو، وذلك خلال عملية بمدينة مالقة مكنت من حجز طائرة صغيرة واعتقال ستة من أعضاء هذه الشبكة المنظمة يحملون الجنسية الإسبانية. وقالت مصادر إسبانية إن هذه الشبكة كانت تستخدم طائرات صغيرة لتهريب المخدرات من المغرب في اتجاه إقليم مالقة بجنوب إسبانيا قبل توزيعها بكافة أنحاء البلاد وبأوروبا. وكانت السلطات المغربية من جهتها لفتت انتباه نظيرتها الإسبانية بخصوص عمليات اختراق المجال الجوي للمغرب من قبل أفراد لهم صلة وثيقة بالتهريب الدولي للمخدرات. وقد لفت وزيرا الداخلية ووزير الشؤون الخارجية والتعاون انتباه نظيريهما الإسبانيين، في اتصال هاتفي، إلى هذه الظاهرة التي تشهد تناميا كبيرا، وإلى الخطورة الأمنية التي تشكلها سواء بالنسبة للمغرب أو بالنسبة لإسبانيا، وكذا ضرورة القيام بعمل صارم ومنسق بين البلدين من أجل وضع حد لها.