اعلن الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون أول أمس الثلاثاء بالرباط أن المغرب، كدولة مطلة على المحيط الأطلسي، سيتقدم بطلب للانضمام إلى مبادرة جنوب الأطلسي التي تشكل فضاء للحوار والتعاون وتحظى بدعم البرتغال وإسبانيا وفرنسا وبلدان من أمريكا اللاتنية وإفريقيا. وأوضح الفاسي الفهري في ندوة صحفية عقدت عقب اختتام الاجتماع الأول لوزراء الشؤون الخارجية للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي ،" أن البلدان الإفريقية تشجع المغرب على الانضمام إلى هذا الفضاء " االذي يقدم فرصا كبيرة للتعاون جنوب - جنوب بين البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي وثلاثة بلدان من أمريكا اللاتينية وهي البرازيل والأرجنتين والأوروغواي. وأشار الى أن إعلان الرباط الذي صدر عن هذا الاجتماع يؤسس لتعاون قوي بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، ويأخذ بعين الاعتبار إمكانيات وفرص التعاون التي يوفرها هذا الفضاء. ومن بين القرارات الأساسية التي تمخضت عن هدا اللقاء، إنشاء أمانة عامة قارة بالرباط لهدا المنتدى الوزاري، بالإضافة إلى الاتفاق على عقد اجتماع وزاري سنوي، مسبوق باجتماع كبار موظفي وزارات الخارجية لهذه الدول، وتعيين شخصية بوزارات الخارجية تتكلف بالبعد الأطلسي. وكان قد انعقد بالرباط اجتماع وزراء الشؤون الخارجية للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي من 3 إلى 5 من غشت الجاري، ويراهن المغرب من خلال هدا اللقاء على تطوير علاقاته مع بلدان القارة الإفريقية، كما يعتبر هدا الاجتماع الأول من نوعه، الذي يندرج في إطار التعاون والدينامية التي تشهدها العلاقات الإفريقية- المغربية خلال السنوات الأخيرة. ومن بين المواضيع التي تم تدارسها في هذا الاجتماع الخاص بالبلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي والتي تتقاسم نفس الخصوصيات بحكم موقعها الجغرافي، قضايا أساسية تتمثل في بعض التهديدات المشتركة التي تواجه هذه البلدان، وخاصة شبكات الجريمة المنظمة والقرصنة والاتجار في المخدرات. وبحسب وزير الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري الوزير " فهناك مخاطر ينبغي التحكم فيها، ولكن هناك أيضا فرصا اقتصادية يتعين علينا استغلالها"، وقال الوزير ان جلالة الملك محمد السادس يرى أنه من المفيد أن تجتمع البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي من أجل إطلاق تفكير عميق وإرساء توجه إفريقي-إفريقي. الى ذلك، أبرز الفاسي الفهري الظرفية الدولية والإقليمية التي انعقد فيها هذا المؤتمر الوزاري الذي يتوخى تنسيق مواقف البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي في أفق حوارها مع البلدان الأوروبية والأمريكية الأخرى في إطار شراكة مرتقبة على مستوى الفضاء الأطلسي برمته. وشارك في هذا الاجتماع، علاوة على المغرب، ممثلو ورؤساء الدبلوماسية بدول البنين والكاميرون والرأس الأخضر، وكوت ديفوار، وغامبيا وغانا وغينيا ،وغينيا الاستوائية، وليبيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وساو طومي وبرينسيبي، والسنيغال والطوغو وانغولا ،والكونغو وموريتانيا ونيجيريا والغابون. وشكل هذا اللقاء أيضا فرصة سانحة لتبادل الخبرات ووجهات النظر بخصوص محاور التعاون والتنمية المشتركة التي يتوفر عليها هذا الفضاء، بهدف جعله منطقة للسلام والاستقرار والرخاء المشترك، بالاضافة الى النهوض بالحوار وتعزيز التعاون بين البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي من أجل تقديم الإجابات المنسقة على العديد من التحديات والتهديدات التي تواجهها هذه البلدان، فضلا عن بلورة استراتيجيات مشتركة بين البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، بالنظر إلى ضخامة وطابع الرهانات الاقتصادية والبيئية والأمنية داخل الفضاء الإفريقي الأطلسي التي تتعقد أكثر فأكثر.