رسخ «إعلان لانزاروتي» الذي صودق عليه، يوم السبت، مبادرة جنوب الاطلسي التي أطلقتها كل من البرتغالواسبانيا ودعمتها فرنسا وبلدان أمريكا اللاتينية وافريقيا ومن بينها المغرب. واتفق المشاركون في اجتماع لانزاروتي على تطوير التفكير في آليات العمل بين منطقتي جنوب وشمال الاطلسي للنهوض بفرص التعاون التي يتيحها هذا الفضاء، ومن أجل مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجهه. وأعلن السيد ميغيل أنخيل موراتينوس وزير الشؤون الخارجية الاسباني ان الوزراء وممثلي 12 بلدا من أوروبا وافريقيا وأمريكا اللاتينية، الذين شاركوا في هذا اللقاء، قرروا عقد الاجتماع المقبل في شتنبر بنيويورك. وأكد موراتينوس، الذي كان مرفوقا بالسيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ووزير الخارجية والتجارة الدولية الارجنتيني السيد خورخي تاينا، ان هذا اللقاء الذي شارك فيه ثمانية وزراء وثلاثة سفراء ونائب وزير، قد دشن مرحلة جديدة من الحوار والتعاون. وقال ان الوقت قد حان من أجل تقوية الوزن الاستراتيجي لجنوب الاطلسي على ضوء التحولات التي حصلت في مناطق أخرى عبر العالم. وفي هذا الصدد، أورد السيد موراتينوس مثالا يشكل « ثقبا أسودا» في هذه المنطقة, في إشارة إلى حادث طائرة إير فرانس الرابطة بين ريو دي جانيرو وباريس، التي سقطت في المحيط الأطلسي. وقال رئيس الدبلوماسية الإسبانية «هناك نقطة سوداء بين الواجهة الأطلسية اللاتينو أمريكية والإفريقية والأوروبية. ونريد إزالتها في لانزاروتي»، مؤكدا الإمكانيات التي تتوفر عليها بلدان المنطقة على مستوى التعاون في جميع القطاعات، مثل محاربة الجريمة المنظمة، وتهريب المخدرات والقرصنة. كما أعلن السيد موراتينوس عن إقامة منتدى غير رسمي للحوار، على أساس «إعلان لانزاروتي»، إضافة إلى انعقاد اللقاء المقبل للمبادرة بنيويورك، في أفق انخراط بلدان جديدة مطلة على المحيط الأطلسي، في هذه المبادرة. من جهته، وصف السيد الفاسي الفهري مبادرة جنوب الأطلسي ب«المثيرة للاهتمام»،مضيفا أن هذا الفضاء يشكل «وعيا» لبلدان المنطقة، وسيسمح للبلدان المطلة على الأطلسي بالتصرف في مصيرها بيدها، بهدف رفع التحديات التي تعترضها، ومواجهة الأخطار التي تواجهها بلدان المنطقة. وأورد الوزير كمثال الربط بين شبكات المافيا، وأعمال القرصنة البحرية التي تطورت بالمنطقة الإفريقية، وشبكات الهجرة غير الشرعية. من جهته، أشاد السيد تيانا بنتائج اجتماع لانزاروتي، مؤكدا الأهمية التي توليها الدول ال12 المشاركة في هذا اللقاء في تعزيز الروابط بين ضفتي جنوب الأطلسي. وبالإضافة إلى المغرب وإسبانيا، يعرف هذا الاجتماع مشاركة ممثلين عن أنغولا والأرجنتين والبرازيل والرأس الأخضر والكاميرون وفرنسا ونيجيريا والسينغال والأوروغواي.