عبر المغرب يوم السبت عن تخوفه من امتداد خطر القراصنة من سواحل غرب إفريقيا، خليج غينيا بالخصوص، إلى منطقة شمال إفريقيا. وحذر وزير الخارجية، الطيب الفاسي الفهري، خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي احتضنته جزيرة «لانزاروتي» في اختتام أشغال لقاء «مبادرة جنوب الأطلسي»، من «التواصل الأخير الذي تم بين شبكات مافيا ما بين القارات» و«خطر القرصنة على السواحل الإفريقية». مضيفا في نفس الآن أن من شأن هذه المبادرة فسح المجال أمام الدول المجاورة التي تطل على المحيط الأطلسي بتدبير شؤونها بطريقة تمكنها من مواجهة التحديات والتهديدات المحدقة بالمنطقة، والتي تأتي بالدرجة الأولى من شبكات المافيا، والقرصنة البحرية إلى جانب شبكات الهجرة السرية. وفي إطار المؤتمر الصحافي، الذي حضره أيضا كل وزير خارجية الأرجنتين، خورخي تايانا، ونظيره الإسباني، ميغل أنخيل موراثينوس، قال هذا الأخير إن الوقت قد حان من أجل تعزيز قوة تأثير بلدان جنوب الأطلسي والاستفادة من موقعها الاستراتيجي ومن الإمكانات المتاحة لها، مؤكدا أن المجهودات المبذولة في هذا الإطار ستتواصل خلال الاجتماع التي ستعقده «مبادرة جنوب الأطلسي» في نيويورك شهر شتنبر القادم. وجاء في البيان الختامي لهذا الاجتماع، الذي امتدت أشغاله طيلة يومي الجمعة والسبت الماضيين وحضره اثنا عشرا بلدا من أوربا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، أن الهدف من إطلاق تلك المبادرة يتمثل في إغناء النقاش الدائر في المنطقة وتقريب الأفكار ووجهات النظر بين مختلف الدول التي تطل على المحيط الأطلسي. وفي سياق متصل بالتهديد الخطير الذي أضحت تشكله القرصنة البحرية على سواحل القارة الإفريقية، اتفقت الدول المشكلة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، نهاية الأسبوع الماضي على إرسال قوة تضم عشر سفن حربية لتعزيز السفن الخمسة الموجودة في منطقة القرن الإفريقي من أجل التصدي للقراصنة قبالة سواحل الصومال. وجاء هذا القرار بعد أن تأكد أن قراصنة الصومال وسعوا أنشطتهم إلى حدود الطرف الجنوبي للبحر الأحمر ومنطقة جزر السيشل لتفادي مواجهة السفن الحربية الأجنبية المتواجدة بخليج عدن، الذي يوفر خطا ملاحيا يربط بين أوربا وآسيا.