قال محمد مجاهد،الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، إن حزبه كان سباقا إلى الدعوة من أجل تحالف مشترك بين مكونات اليسار من خلال الانفتاح على 6 أحزاب يسارية - ليس بينها الحزب العمالي وجبهة القوى الديمقراطية-. وأضاف مجاهد في تصريحه ل :"النهار المغربية" بأن المرحلة التي تجتازها البلاد مرحلة نوعية تتميز بالتراجع على عدة مستويات،وتعرف اختلالا في ميزان القوى لصالح القوى التقليدية،وأن الانتقال الديمقراطي الذي تم الترويج له انتهى دون أن تحقق البلاد هذا الانتقال. واعتبر الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد بأن مرحلة التراجعات ستستمر لأنه لا وجود لأية رجة في الصف اليساري الديمقراطي يمكنها إيقاف ذلك. وعن موقفه من تشكيل قطب يساري تقدمي بين كل من الحزب العمالي،وجبهة القوى الديمقراطية،وحزب التقدم والاشتراكية، قلل مجاهد من قيمة هذا القطب لأن ما تحتاجه البلاد هو إعادة تشكل اليسار برمته..والمشكل أعمق من أن يحله قطب،حسب قوله. ودعا مجاهد إلى تكوين جبهة تنظيم السلوك اليساري من جديد داخل فيدرالية تكون أقل من اندماج وأكثر من مجرد تحالف موضحا أن ذلك هو الصيغة الأنسب في الوقت الراهن في انتظار تحقيق نتائج أفضل. وفي تعقيبه على كلام مجاهد قال قيادي من القطب اليساري التقدمي، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، إن الخلاف مع الحزب الاشتراكي الموحد خلاف جوهري وكبير جدا لأن أصحاب هذا الحزب يتبنون أطروحات بعيدة عن التنظيم.. نحن لسنا خلية فكرية حتى نناقش أمورا فكرية، نحن رجال تنظيم، حسب قوله. وعن دعوة مجاهد إلى خلق فدرالية انطلاقا من مراجعات فكرية قال القيادي المذكور إنه لا ينبغي ربط اشتغال اليسار بأرضية لأن ذلك سيجعله سجينا لمجموعة من الأطروحات المكتوبة "يجب خلق مبادرة أولا بناء على حد أدنى من التوافق وتفعيلها محليا وجهويا ووطنيا ثم تتطور الأمور فيما بعد. وبالنظر إلى التصريحين السابقين يتضح أن عملية توحيد اليسار شبه مستحيلة عمليا؛ ففي الوقت الذي تدعو فيه أحزاب يسارية إلى المراجعة الشاملة تدعو أحزاب أخرى إلى الاهتمام بالتنظيم،والاشتغال أكثر مع الجماهير بغض النظر عن الوضع السياسي. وقد شكلت الندوة التي دعا إليها الحزب الاشتراكي الموحد نهاية الأسبوع المنصرم حول موضوع (اليسار المغربي : مهام المرحلة وآفاق العمل الموحد) فرصة أمام قياديي خمسة أحزاب يسارية من أجل بلورة رؤية جديدة تتوخى بناء حركة يسارية موحدة من أجل الخروج من الأزمة التي تعيشها أحزاب اليسار حاليا وهم عبد المجيد بوزوبع، الأمين العام للحزب الاشتراكي،و عبد السلام العزيز, أمين عام حزب المؤتمر الوطني الاتحادي و عبد الرحمان بن عمر , نائب أمين عام حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي إضافة إلى إسماعيل العلوي،الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ومحمد مجاهد. وقد استعرض عبد المجيد بوزوبع، أمين عام الحزب الاشتراكي خلال تدخله في الندوة المذكورة,عددا من مظاهر هذه الأزمة,والمتمثلة بالخصوص في غياب الديمقراطية الداخلية داخل هذه الأحزاب, وافتقادها للصلة مع الجماهير, إضافة إلى اعتمادها بالدرجة الأولى على العمل المناسباتي ودعا - للخروج من هذا الواقع- إلى فتح حوار واسع بين مكونات اليسار, وعقد لقاءات دورية لتطوير آليات العمل المشترك, وصياغة برنامج حد أدنى للعمل بين هذه المكونات, يعقبه خلق جبهة يتم التداول على رئاستها. من جهته أكد عبد السلام العزيز, أمين عام حزب المؤتمر الوطني الاتحادي, أن خروج اليسار من أزمته يرتكز على ثلاث خطوات تتمثل في إجراء قراءة لما وقع خلال العقدين الأخيرين, والتوصل إلى تشخيص موحد للواقع الحالي, ثم بلورة مشروع مجتمعي موحد. وأبرز إسماعيل العلوي, أمين عام حزب التقدم والاشتراكية, من جانبه, أن التجارب التاريخية أثبتت أنه لا يمكن لأية قوة سياسية مهما كان وزنها أن تتحمل مهمة الإصلاح لوحدها ومن دون الاعتماد على نوع من تضافر الجهود. وأشار في كلمة تليت بالنيابة عنه, إلى تجربة الكتلة الديمقراطية باعتبارها " أحد أبرز المشاريع الوحدوية الناجحة التي كان لها الفضل الكبير في جعل موازين القوى تميل إلى الصف الديمقراطي, مما مكن من إنجاز جزء مهم من الإصلاحات المنشودة ". وأكد على ضرورة تفعيل نشاط الكتلة"التي يجب أن تضم كل المكونات التي أنشأتها أول مرة وأساسا الحزب الاشتراكي الموحد الوريث الشرعي لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي " , والتركيز على ما يوحدها من منطلقات وقناعات وبرامج.